بعد انتهاء الدورة
التكوينة حول «إستراتيجية الترافع وآليات الرصد والتحليل» لفائدة 30 امرأة بإقليم ميدلت،
التي دعيت إلى تأطيرها يوم السبت 11 من شهر يوليوز من العام 2015، و12 منه. وبعد
التمكن من إجراء تمرين تطبيقي حول إعداد مخطط الحملة الترافعية. وبعيدا عن
الانتخابات، وإكراهات تنزيل دستور 2011، وأهوال الفسيفساء الحزبي بالبلدة ومحيطها.
وقفت المشاركات عند بعض الملاحظات، تنصب في المخططات الإعلامية الترافعية
غاياتها وجدواها بإقليم ميدلت بعد إقحام الإقليم في واسع متضرس متشعب يسميه
المجتمع المدني الجنوب الشرقي، وتسميه الجهات الرسمية جهة درعة تافيلالت. فالغايات
تستوجب التوضيح بعيدا عن المسلسل الانتخابي المراد إنجاحه بتجييش ثلة من النساء
هنا وهناك، ويعد إقليم ميدلت نموذجا في توظيف المرأة فيما لا يشرفها، لانتشار جيوش
من السماسرة والوسطاء الانتخابيين. وكلنا يعلم نصرة المرأة، عن غفل لا عن تغافل،
لبعض الكائنات الانتخابوية بميدلت. وأتذكر أنه في بحر الحملة الانتخابية لسنة
2009، وقفت أنا والصديق الهالك محمد بلكوح (توفي يوم 18 من شهر فبراير من العام 2012)
عند مشهد صنعه رجل جرى تسخيره بالعطايا وقنينات الخمر، ليجبر بائعات الهوى، في أحد
أحياء إحدى المراكز العمرانية بالإقليم، لنصرة كائن انتخابوي طفيلي، تقدم للانتخابات.
ومعنى ذلك أن الحاجة إلى المخططات الإعلامية لإجراء حملات انتخابية نظيفة تبدو،
ربما، غير ماسة، في وقتها بالإقليم الفتي. ورغم ذلك هناك امتدادات صحيحة للدورة
التكوينية حول المخططات الإعلامية الترافعية، جرى الوقوف عندها في بعض العناصر:
-
الدينامية المدنية بإقليم ميدلت ضعيفة بحيث لا
تقدر على المنافسة، أو السير بنفس إيقاع الدينامية المدنية بالأقاليم زاكورة،
وتنغير، وورزازات.
-
لا يستفيد إقليم ميدلت من ثرواته الطبيعية
والبشرية. حيث تنبع فيه أربع أودية: واد لعبيد، وواد ملوية، وواد زيز، وواد گير، ولا يستفيد من الثروة المائية، إلا نزرا في
سدين صغيرين، حيث نلفى أن من الأودية ما يصب ماءها بالجزائر. وأما العنصر البشري،
وإن كنا نلفى بعض الانفتاح والاستعداد، فلا يزال التأهيل دون المستوى المطلوب،
وسجل امتداد الاستيعاب الثقافي الواسع والانغلاق القادم من منطقة تافيلالت في
اتجاه الشمال والشمال الغربي، والذي ينجر عنه دوما التقوقع والتحجر.
-
حصول تلوث كارثي يؤثر على الوحيش بواد ملوية
بعد تراجع الصناعات الإستخراجية بمناجم الزنك قرب التجمع العمراني زايدة، وتوقف
الاستغلال بمناجم ميبلاتن، وأحولي. وقبل ذلك فقد انجر عن توقف الاستغلال المنجمي
الفقر والبطالة والأمراض الاجتماعية.
-
تضييق الخناق على الصناعة التقليدية الإستخراجية
بالمواضع المنجمية (تابرحوت)، لغياب أي نهج في التعامل مع الاستثمار التقليدي بشكل
منصف.
-
توافر المؤهلات السياحية بشكل يجعلنا ننعت
الإقليم بالسمة السياحية في نطاق السياحة البيئية والثقافية، إلا أن البنية
التحتية ضعيفة، إن لم نقل إنها في مستوى دون الاستجابة لطموح التنمية السياحية.
-
إقليم ميدلت متعدد قبليا وإثنوغرافيا لكن
إعمال الحقوق الثقافية فيه طالما ينجر عنه بعض الزيغ إلى تشهير بؤس المنطقة
بالدعاية المزيفة لخطوبة وهمية بإملشيل، وانتهاك حقوق الرحل في الحق في الهوية الثقافية.
-
الاستشفاء والتطبيب بالإقليم ضعيف لم يبلغ مستوى
تلبية حاجات المواطنين. وإنك لترى المرضى يُحملون
على التوجه إلى مستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية، المستشفى غير المفتوح بشكل
دؤوب، وبيسر أمامهم، للأسف.
-
انتهاك حقوق الفئات الهشة –الرحل على سبيل المثال-
وحرمانها من الحق في التعليم والصحة والحق في الهوية الثقافية، خصو
صا في أوساط رحل
أيت موسى.
تلك هي المجالات التي يحق أن تستهدفها الحملات الإعلامية
الترافعية دفاعا عن مكانة الإقليم في هذا الواسع المتنوع المتضرس المدعو جهة درعة تافيلالت.
لحسن ايت الفقيه