قضيت لحظات بكرة يومه الجمعة
27 من شهر مارس من العام 2015 متأملا في مخطوط قديم مبهم للغاية، يدور حول بيع
آمة، ولما يتعلق الموضوع ببيع البشر، تجدني مصابا بقشعريرة وقرف ودوار. بيان الوثيقة ما يلي: (الحمد لله وصلى الله على
سيدنا محمد وعلى آله، سيدنا وابن سيدنا، متع الله المسلمين بحياتكم، سلام عليكم
ورحمة الله تعالى وبركاته. نحب أمركم، ومشاورتكم على بيع الآمة، فإني نحتاج إليها،
كما لا يخفى عنكم حال عامنا هذا، نسأل الله السلامة والعافية بجاه صاحب الحوض
والشفاعة، فإن الطالب أحمد بن علي الترجيتي ساومها بثمانية عشر مثقالا، مع مهرة
بعشرين مثقالا، ونحب إذنكم السعيد إن ظهر لكم، والسلام). والمخطوط عبارة عن رسالة
تدور حول بيع الآمة. ولا أعرف تاريخه، ولكني عثرث عليه في حقيبة أهداها لي قريب
عثر عليها في منزل مندرس. بدا أنها تعود إلى القرن السابع عشر، لأن أخواتها من
المخطوطات تؤرخ لذلك. تأملت في بيع آمة، ولا شك أن جرى بسوق الزاوية الوكيلية، حيث
وجدت المخطوط. ويعود إحداث السوق هناك إلى تأسيس كونفدرالية أيت ياف المان بعد
مجاعة 1522م. بلغ ثمن الآمة 18 مثقالا بسكة عصره. ومرد بيعها إلى هول الضيق
الناتج، في الغالب، عن المجاعة. وأما الطالب أحمد بن علي الترجيتي الذي ساومها ب18مثقالا،
فلا أعلم شيئا عنه، ذلك أن مصطلح (ترجيت) يفيد الطوارق لغتهم، ويفيد الرافد النهري
الجاف (ترجيت) تجمع على (تيرجا - تيركا)، وهي كلمة قريبة من (تاركا) أي الساقية،
وقد يحدث أن احتضنت المنطقة أسرة من الطوارق نزحت إليها عن طريق الترحال. وهناك
واد ترجيت بإميضر بإقليم تينغر، وقرية تيركا بمنطقة أسول بإقليم تينغير.
مخطوط رائع
RépondreSupprimer