lundi 28 mars 2016

السوسيولوجية الكولونيالية وسوء فهم ظهير 16 ماي 1930 في ندوة مهرجان سكورة





الدكتور عمر الإيبوركي مشارك في مهرجان سكورة الكبرى الدولي لتراث الواحات، كان مسيرا للجلسة الثانية التي من المقرر جريانها ابتداء من السادسة والنصف من مساء يوم الجمعة 25 من شهر مارس من العام 2016، لكنها أجلت لسوء تدبير الوقت، لذلك اقترح الاختزال في اليوم الموالي، وأن يستغل بعض الأوان، بما هو مسير، للإشارة، وبما هو أستاذ علم الاجتماع متخصص في علم في القبائل. وكانت مداخلته مفيدة للغاية، وإن كنا نختلف معه في تقديره لظهر 16 من شهر مايو من 1930، وما أكثر الأساتذة الذين ظلوا ينزلقون ويزيغون. وأختلف معه لأنه تدخل فيما لا يعنيه، إذ تدنى ليصادر رأي اللجنة التنظيمية فأوقفني عن كتابة التقرير، رغم أني دعيت كمقرر عام (انظر نسخة البرنامج). والمداخلة عبارة عن سجل صوتي أجرينا تفريغه لاحتوائه على توصية واحدة:ضرورة التوثيق التراث الشفاهي. وسيجري نشر هذه المضامين، بكل أمانة، ولو كره الدكتور عمر الإيبوركي المقتدر. تابعوا معنا أسفله.
 «يسعدنا أن نساهم في هذا الملتقى الثقافي لواحة سكورة وواحة درعة بصفة عامة، ويشرفني اليوم أم أقدم زملائي الأساتذة الباحثين، ولو أن العروض ستكون مختصرة للغاية نظرا لضيق الوقت. ولقد حضر معنا أساتذة في تخصصات مختلفة في الجانب الديني وفي الدراسات الإسلامية، وفي الجانب المجالي وفي الجانب الجغرافي. وأود أن أفصح أنه كان من المفروض أن أقدم مداخلة، وسأقتصر على تقديم موجزة بحكم تخصصي المتواضع، أن المنطقة، المغرب بصفة خاصة، العالم العربي بصفة عامة، عرف دراسات الكولونيالية، الدراسات السوسيولوجية، التي سبقت المرحلة الاستعمارية، على اعتبار أن المعرفة هي سلطة، وبالتالي فمعرفة عقلية المجتمع، ومعرفة الأنماط والقيم السائدة في مجتمع من المجتمعات، أساسية لفهم هذا المجتمع، وبالفعل فجل الدراسات التي تناولت المجتمع المغربي، مادمنا، نتحدث عن الواحات وعن منطقة محددة، وهي بالطبع دراسات كثيرة حول النظم الثقافية، وحول التحولات السياسية، وحول طبيعة استمرار هذه المجتمعات. ذلك أن الدراسات السوسيولوجية والدراسات الأنثربولوجية كانت تبحث عن ما هي عوامل استمرار،هذه البنيات كبنيات تقليدية، وإني أوظف بعض المفاهيم السوسيولوجية، لأن البنيات التقليدية تحافظ على نفسها، ولماذا تحافظ على نفسها، لأن الآليات هذه البنيات مستمرة في التاريخ، ومستمرة في الزمان. ولعل هذه الدراسات التي تناولت هذه المجتمعات وخاصة المجتمعات المحلية، تناولته من خلال ثلاث مؤسسات أساسية. وإني أتحدث هنا عن ما يسمى البعثة العلمية، والتي نشأت في المغرب في بداية القرن، أي: قبل سنة 1912، أي: قبل الحماية الفرنسية، تأسست مؤسستان علميتان: مؤسسة البعثة العلمية (La mission scientifique) التي أسسها ميشو بيلير، وشارل كور، ومجموعة من الباحثين، تأسست في مدينة طنجة، وغايتها معرفة البحث في جميع مكونات المجتمع المغربي، وحاولت أن تعطي ترقية كبيرة وواسعة، لا يزال الباحثون في مجال السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا مدينين لهذه المعلومات. قد يقول قائل إن غاية هذه المعرفة الاستعمار، وأنها معرفة استعمارية، لكن ذلك من باب تحصيل حاصل. وماذا عسى أن تكون لكن أهم شيء أنها، حاولت أن تطرح أسئلة صحيحة، رغم أن الأجوبة تخدم مؤسسة استعمارية معينة، ولكن أسئلتها صحيحة [أغفل الأستاذ الإشارة إلى المؤسسة الثانية، وتلك واحدة من زلات الذين يحبذون الارتجال]. من، هنا، تلوين [لم تُسمع الكلمة جيدا] المجتمع المغربي من خلال ثلاث مؤسسات أساسية: مؤسسة الزوايا ذات دور كبير في المجال الديني، ومؤسسة القبيلة، باعتبار المجتمع المغربي، شأنه شأن كل المجتمعات المغاربية، والمجتمعات العربية، فهو مجتمع قبلي، وإن القبيلة هي المؤسسة الثقافية التي تتحكم في البنية الثقافية لهذه المجتمعات. وتناولت هذه الأبحاث كذلك المخزن. إن الزاوية والمخزن من ضمن المفاتيح التي جعلت الباحثين الفرنسيين [يميلون لهذه الجوانب]، وهناك باحثون كثيرون، وأعتذركم لأن المجال لا يسمح لي باستعراض هذه الدراسات واستنتاجاتها، لأن الدراسات المغربية، والجيل الجديد من السوسيولوجيا حاول أن يعيد القراءة النقدية لهذه الأبحاث، وأذكر هنا جاك موني الذي درس، منطقة لمحاميد، وأذكر روبير مونتاني الذي درس الأطلس الكبير، وكتابه المعروف (le berbère et le Makhzene dans le sud de Maroc)، وهو صاحب فكرة الظهير البربري، لأن الكتاب صدر سنة 1930، وكان مواكبا لقرار الإدارة الاستعمارية للظهير البربري، وهو محاولة الفصل بين العنصر الأمازيغي والعنصر العربي، ثم جاك بيرك الذي كتب دراسات كبيرة جدا، حول منطقة سيكساوة، وإيمي نتانوت، وكيستينار الذي درس المنطقة كثيرا، وتحدث عن الأسر القائدية التي كانت موجودة بقيادة تامنوكالت وقيادة كلاوة، وتناول كيف وصلت هذه الأسر إلى السلطة. ولما نتحدث عن البعثة العلمية نلفى أنها أنتجت لنا مجموعة من الأرشيفات المغربية [لفظها بالفرنسية]، والأرشيفات البربرية [لفظها هي الأخرى بالفرنسية]، والمجلات كمجلة هيسبريس، ومجلات كثيرة وكلها أتت نتاجا لهذه الأبحاث ولهؤلاء الدارسين. إنها فقط بعض . وفي الجزائر وهي مستعمرة فرنسية الدراسات، والباحثون الفرنسيون والدارسون المقيمون في الجزائر أنجزوا عدة بحوث عن القبائل، حول المخزن والسلطة السياسية، والسلطة الدينية للزوايا في المغرب. وهنا نذكر جاك بيرك وقبله أوجستان بيرك، من المثقفين الفرنسيين في الجزائر، وكانوا قدموا لنا الكثير من الدراسات. وهناك دراسات حول الواحة أصولها إلى غير ذلك. وكما سلفت إليه الإشارة فإن المؤسسات العلمية هي التي قامت بهذه الأبحاث: لجنة المغرب في الجزائر لدراسة المغرب، وينتمي إليها إيد موندوتي، وهناك البعثة العلمية. وحيت هذه الدراسات أن تعطي الكثير من المعالم، وهذا من باب التوصيات [يشير إلي لالتقاطها بصفتي مقررا عاما للندوات إلى حين زمانه]. فإذا كنا نتحدث عن الثقافة فإننا نعني بها كل ما ينتج الإنسان، من تصرفات وتمثلاث، ومن الطرق ونمط العيش، وطريقة التفكير وطقوس العبور كما نسميها في الأنثروبولجيا وطقوس العبور حسب الميلاد والعقيقة، وطقوس الزواج وطقوس الموت، كل هذه الأشياء حقاتها دراسات دقيقة ومعمقة، قام بها الفرنسيون حتى قبل المرحلة الاستعمارية، وبحكم تخصصي فقد اشتغلت في هذا المجال كثيرا، وبالنسبة للتوصيات لابد من التوثيق، لأن الثقافة العربية عامة ثقافة شفاهية، ثقافة الحكي، ونحن لا نكتب إلا نادرا، لذلك نبتغي التوثيق والكتابة، وإذا أخذنا جاك بيرك قبل كتابته، كان ينتمي إلى الإدارة الفرنسية وهو مراقب مدنين في مدينة حدكورت، وقام بجمع الفلاحين ونظم تعاونيات فلاحية، وما يسمى (بييزانا)، (paysanat)، ويعرفها كل أؤلئك الذين يشتغلون في الزراعة، ولقد حصلت مؤاخذته وعوقب مرسلا في انتقال تعسفي إلي إيمي نتانوت، وهناك قام بأحسن بحث. ويعد جاك بيرك صديقا للعالم الإسلامي، لأنه درس في الأزهر، وعاش في الجزائر وسوريا، وانتهى به المطاف في المغرب، وفي أزمة 1953 وقف موقفا مع المغرب وطرد من الإدارة الفرنسية. وجاك بيرك منتوج الإدارة الفرنسية وهو باحث كبير، وقام بعمل منذ سنوات ترجمته للقرآن الكريم. وهناك باحث آخر قدمته لنا المؤسسة المدنية، لأن الإدارة الفرنسية مقسمة إلى نوعين: هناك المراقب المدني، وهناك ضابط الشؤون الأهلية وهم العسكريون، ومؤسسة الضباط أنتجت لنا باحثين، منهم روبير مونتاني، ومن مؤلفاته (les berbères et le makhzen dans le sud du Maroc) سنة 1930، وهناك باحث آخر وهو كوستينار الذي ألف كتابات كثيرة عن المنطقة التي نحن فيها، الآن، منطقة ورزازات، ومنطقة درعة بصفة عامة. ولا غرو، فالمراقبون المدنيون لا يتسلمون مناصبهم حتى يقيمون بعض الوقت بين القبائل، وبالتالي فهم ينجزون بحثا حول جميع المكونات الثقافية. وعن التحولات فنحن في علم الاجتماع مهووسون بالتحولات، ذلك أن في العروض التي استمعنا إليها الأمس [يوم الجمعة 25 من شهر مارس من العام 2016] تشير إلى تلك التحولات. ذلك أن الثقافة الشعبية من المتغيرات التي يمكن أن يفهم منها التغير الثقافي داخل المجتمع، ونفهم من عقلية المجتمع وكان بودي أن أقدم عرضا مفصلا لكني ربطت بين التسيير والإلقاء فألقيت هذه الموجزة». إنها موجزة مفيدة لو اطلع الأستاذ عمر على ظهير 16 مايو 1930، ليتبين ما إذا كانت له علاقة بالتفرقة بين من سماهم البربر في المغرب ومن سماهم العرب.
لحسن ايت الفقيه

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire