حصل، عقب استقصاء معلومات حول موضع القبر من أرملته
والذي صاحبه تجديد المواساة، وبعد تدقيق السؤل مع السيد حفار [توظف بصيغة
المبالغة] القبور بمقبرة الولي سيدي علي أسهلي بمركز الريش، أقول حصل تحديد قبر
الصديق موحى الدوج، والترحم عليه، رجاء في المواظبة على زيارته [الضمير يعود على
القبر]. إن من أحسن ما حملته الطريقة الصوفية التيجانية، بعض تعرضها لبعض
الاجتهادات الشاذة، أو وفق السياق الثقافي الأمازيغي، التقدير في الممات أيضا، وإنها
قيمة رمزية حسُن اعتمادها ثقافيا، بقطع النظر عن مدى علاقتها بالنحلة ولا أقول
الملة، تجنبا لأي نقاش، أرغب عن الغوص فيه. وباختصار، من لا يستطيع أن يعبر عن
عواطفه فهو جبان.
الزيارة كانت مقررة من قبل، بالتنسيق مع الصديق عزيز
بستوت، والذي تربطه، مع الفقيد، أيضا، علاقة تقدير عاطفي، لكن الإكراه أنه جرى ريث
الدفن، أن انشغلت في تلقي التعازي، دون الانتباه إلى معلمة القبر، لذلك حصل تأخير
الزيارة منذ وفاته يوم 23 من شهر يوليوز من العام 2016، إلى هذا الحين.
الزيارة ذات صلة بالرمز، وبالذاكرة، وبالإخاء المتواصل
فاق 20 سنة. وقبل ذلك كان الصديق موحى الدوج من الذين قدروا الواجب، وأدوا الأمانة
على وجهها. أتذكر أني رافقته في مهمة تربوية في شهر مايو من سنة 2003، على صيغة
رحلة إلى إحدى المدارس الفرعية بأقصى شمال غرب إملشيل، بقرية (إمي ن تاقات)،
تقطنها عشيرة إكساسن من بطن قبيلة أيت يعزة وهم من أيت حديدو، وأما القرية فتنسب
إلى أيت علي سو، وهي أحد مواضع كروان القديمة. وكان المسير يتطلب منا، سيرا على
الأقدام، ست ساعات ذهابا ومثلها رواحا، سيرا على الأقدام. قضينا الليلة هناك، وبعد
آداء المهمة، في صباح اليوم الموالي، رجوته أن نغير اتجاه الطريق لإجراء بحث في مقابر
قبيلة كروان، علما أن أيت حديدو لا يدفنون موتاهم بموضع (إمي ن تاقات). وكنت يومها
أعد دراسة حول المزارات الطبيعية والبشرية. هنالك، وفي بساط مقابر كروان، لاحظ
الصديق موحى يومها أن زوجا من طائر الغراب، يطوف بنا، فاستفسرني في الأمر، فأجبته
أن الغربان في هذه المنطقة، وبمحيط بحيرة إزلي لا تفتأ تبحث، عن الطعام ، أي: لحم الجثث. وما كانت الغربان لتشهد عن معانتنا
في آداء الواجب، أفصح الصديق موحى يومها، لأنها ندير شؤم، إن هي إلا طيور كاسرة. أقول
لروح الصديق موحى الدوج سأنعق بالقلم، كما نعقت تلك الغربان طمعا في الطعام،...
سأنعق خدمة لواجب الصداقة، ولأبلغ باللسان البشري، وبالصوت الواضح أنك سافرت، عدة
مرات وفي رحلات خطيرة، لتؤدي الواجب، لتخدم التعليم بجبال الأطلس الكبير الشرقي. ولقد
أديت الأمانة على وجهها وبلغت الرسالة، وسنظل نتذكرك إلى حين الالتحاق بك، وكلنا في دار الموت.
لحسن ايت الفقيه
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire