نزولا عند رغبة محبي صفحتي في التواصل الاجتماعي سأواصل التوسع في مواقف الدكتور مصطفى قاديري أستاذ التاريخ والباحث في الأنثروبولوجيا. حضر مساهما في فعاليات مهرجان تينغير الدولي للسينيما، وكان أن تكلف بمداخلة ضمن ندوة السياسات الثقافية، جرت بعيد افتتاح المهرجان المذكور مساء يوم الأربعاء 11 من شهر أبريل من العام 2018. ولأن مداخلته أراد لها أن تقدم بلغتين اثنثين الفرنسية والأمازيغية،أجدني محبا ممارسة ترجمتها والتوسع في مواقفها وفق ما يقتضيه الفهم. وسأقف عند مواقف أخرى بما فيها ما يحتم وجوب العودة إلى ربط تاريخ المغرب بأفريقيا جنوب الصحراء، كما سلفت إليه الإشارة، مع التركيز على فهمه، وفق ما تبطنه المصطلحات الأمازيغية. وإن الأمل يراودني أن تكون قراءتكم لهذه الفقرات ممتعة:
« لقاؤنا يومه ينصب حول السياسات الثقافية. وبما أن
صديقي لحسن ايت الفقيه مدعو ليركز عما هو محلي وجهوي، ذروني أتحدث بشكل عام، ثم
أعرج إلى التاريخ للاستشهاد به. لقد ولينا ظهورنا نحو أفريقيا واستدبرناها أمدا
بعيدا. وسأبين لكم كيف أخطأنا، في حق تاريخنا، إذ تعمق لدينا اعتقاد أننا من
الجزيرة العربية، أو على الأقل، طال أمد نحسب فيه أنفسنا لم ننتم يوما إلى
أفريقيا. وأريد أن أواصل الحديث عن كل
عصور التاريخ والوقوف عند ذكريات أهمها الحديث عن مانسا (minsa)
موسى، أي الملك موسى. وقد قام الفرنسيون والإنجليز بترجمة ذلك التاريخ الشفاهي
ونخلوه فكان متسلسلا مفهوما. أريد أن أتحدث بعد تاريخ المرابطين عن دولة اسمها
إمبراطورية غانا، وليست غانا كما نعرفها حاليا. فالمصطلح «غانا»، و«كانا» بكاف
معطشة، و«كانكا» بكاف معطشة، وزد عليها «إكناون» بكاف معطشة بالأمازيغية، و«الكنك»
بكاف معطشة وباللسان الدارج. فمن شاء تملك الأمازيغية فعليه العودة إلى الجذور.
وقد تيبن أن «غانا» كلمة أمازيغية، ويعني «أكناو» لدينا ذلك الشخص الذي لا يتحدث
لغتنا الأمازيغية، وإنه يشبه السماء «إكنا» بالأمازيغية، بكاف معطشة، يرسل إلينا
أزيزا غير مفهوم. إن كل من تحدث عن تاريخ المغرب تحدث عن مانسا أي ملوك أفريقيا
جنوب الصحراء. وأشير أن مانسا موسى جعل الإسلام دينا رسميا لبلاد السودان، أي:
مالي [حصل خلل في البث على الحاسوب مما جعل الأستاذ مصطفى يتوقف قليلا، ثم عادت
شفافة المرابطين]. سأسرع قليلا لأترك المجال للصديق لحسن ايت الفقيه. عاصر مانسا (minsa)
موسى عصر المرينيين بالمغرب. سافر مانسا (minsa)
موسى لحج البيت، وحصل ريث مروره بالقاهرة أن فقد الذهب قيمته إذ قام مانسا بتوزيع
الذهب صدقة على فقراء مصر [ربما يقصد الأستاذ مصطفى قاديري، هنا منسا الأول الذي
قام بآداء فريضة الحاج عامي 1324م و1325]، ويمكن لكم أن تشاهدوا الشرائح بالعربية،
فقد تبين لي أن هناك من لا يعرف الفرنسية ولا الأمازيغية. نحن الأمازيغ مدعوون
للتنازل دواما. لقد تحدث ابن خلدون عن منسا موسى. وابن خلدون ولد بتونس، ونشأ
ببجاية متعلما لدي الشيخ سيدي أودريس لا يزال قبره يزار إلى يومه، ثم رحل إلى فاس.
تحدث ابن بطوطة عن مانسا (minsa) موسى، وكان أن زاره سنة 1332،
بتكليف من أبي عنان المريني. ثم أتى السينيغاليون في وقت بدأ فيه البرتغاليون يصلون
سواحل أفريقيا الغربية».
انتقل
الأستاذ مصطفى قاديري للحديث عن التجارة الصحراوية «حصل عقب وصول البرتغاليين
الشواطئ الأطلنطية المجاورة لأفريقيا الغربية أن بدأ عصر تاريخي آخر. ولإعطائكم
الفكرة حول التجارة الصحراوية التي لعب فيه المغرب دور الوسيط التجاري. عبر المغرب
مسالك تجارية، وسأريكم في هذه الشريحة الخريطة مبينا المواقع التجارية، تمبوكتو،
وقادس، وتغزى، وسجلماسة، وعين صالح. وهناك خطوط أخرى متجهة نحو طرابلس، وتلمسان
ومراكش». تلك هي أهم المواقف ذات الصلة بالعصر الوسيط الإسلامي التي وقف عندها
الأستاذ مصطفى قاديري.
لحسن ايت
الفقيه