vendredi 13 avril 2018

تينغير: من أجل العودة إلى الوجه الأفريقي من تاريخ المغرب



نزولا عند رغبة محبي صفحتي في التواصل الاجتماعي، سأحاول أن أتوسع في مواقف الدكتور مصطفى قاديري أستاذ التاريخ والباحث في الأنثروبولوجيا. حضر مساهما في فعاليات مهرجان تينغير الدولي للسينيما، وكان أن تكلف بمداخلة ضمن ندوة السياسات الثقافية، جرت بعيد افتتاح المهرجان المذكور مساء يوم الأربعاء 11 من شهر أبريل من العام 2018. ولأن مداخلته أراد لها أن تقدم في لغتين اثنثين الفرنسية والأمازيغية، أحب ممارسة ترجمتها والتوسعفي مواقفها وفق ما يقتضيه الفهم.  وسأقف عند موقف يحتم وجوب العودة إلى ربط تاريخ المغرب بأفريقيا جنوب الصحراء. وإن الأمل يراودني أن تكون قراءتكم لهذه الفقرات ممتعة:

 
« لقاؤنا يومه ينصب حول السياسات الثقافية. وبما أن صديقي لحسن ايت الفقيه مدعو ليركز عما هو محلي وجهوي، ذروني أتحدث بشكل عام، ثم أعرج إلى التاريخ للاستشهاد به. لقد ولينا ظهورنا نحو أفريقيا واستدبرناها أمدا بعيدا. وسأبين لكم كيف أخطأنا، في حق تاريخنا، إذ تعمق لدينا اعتقاد أننا من الجزيرة العربية، أو على الأقل، طال أمد نحسب فيه أنفسنا لم ننتم يوما إلى أفريقيا. وأريد أن أبدأ من حيث يجب البدء، من الدولة المرابطية، أي: دولة (إمرابوثن) بالأمازيغية. لذلك فضلت أن أريكم شريحة (Slide) تحوي خريطتين:  إحداهما تمثل واقعا مزيفا، والثانية تحمل الوجه إلى حد ما. كلتا الخريطتين  تبين أصل الدولة المرابطية: انطلقت من مراكش في الخريطة المزيفة، وانطلقت من أوداغشت في الخريطة التي تقترب من أن تشكل الوجه. ذلك هو شأن الوعي بتاريخنا، أحدهما ذو وجه مزيف والثاني ذو وجه صحيح. فالوجه المزيف أخذناه من المدرسة، والثاني يواجهنا إشكال الكشف عنه، لأنه مختف. وأعتقد أننا مدعوون لمجاهدة أنفسنا ومكابدتها للبحث التاريخي. ولا أخفي عليكم أني لا أفتأ أبسط لطلابي في الجامعة هاتين الخريطتين، إثارة لفضول البحث عن الوجه التاريخي الصحيح لديهم. وأضيف أن ما أعرضه عليكم من وثائق وخرائط مبثوث في الأنترنيت، لأننا أغرقنا، يومه، في بحر من المعلومات. وإذا لم نبحث في تاريخنا سؤلا في الكشف عن وجهه الصحيح، فإننا نميل إلى اعتماد الخريطة المزيفة، أي: تلك التي تبين أصل المرابطين من مراكش. إن هذا لخلف بيّن. فالمرابطون أصلهم من أودغشت الكائنة ما بين السينيغال ومالي وموريطانيا. صحيح أنهم هم من بنى مراكش، وبالمقابل صح القول، إنهم هم من ورث صنهاجة (إزناكن) بالأمازيغية، أي: إنهم حمر لبشرتهم الحمراء. وترادف زناكة [بكاف معطشة] السينيغال، أي: بلاد الحمر، وترادف بالأحرى البلاد التي انطلق منها المرابطون، ولا نزال نسمي المرابطين بالأمازيغية يومه (إمرابوثن) بالأمازيغية. إنهم أحياء إلى حدود زمانه. امتد وجودهم إلى كاوو [بكاف معطشة]، وصعدوا إلى أغمات، وتوجهوا إلى سجلماسة [سيك ألماسن] بالأمازيغية، التي هي الميناء الصحراوي الشمالي، فيما ظلت كاوو الميناء الصحراوي الجنوبي. تعد سجلماسة ميناء القبلة، ولا علاقة للقبلة، هنا، بالشرق، بيروت أو أي مكان آخر.
وحد المرابطون المغرب وامتد نفودهم إلى الأندلس. إننا نحن من علم الأندلس الحضارة، علمناهم كيف يزرعون وكيف يبنون، علمناهم ما لم يكونوا يعلمون، وإن آثارنا لقائمة هناك، ولمسجد الكتبية بمراكش نظيرتها بإشبيلية، ولهما أخت ثالثة بحسان بالرباط. لكننا، وللآسف الشديد، نتعلم في مدارسنا، بالباطل، أن الأندلس متفوقة علينا!
ما الذي يجمعنا ببلاد السينيغال؟ إنه التاريخ الشفوي وحده، إذ لا تزال ذاكرتنا تحافظ على صوندياتا وغيرهم من رجال أفريقيا. من الغريب أن تاريخنا يرجع علاقة أفريقيا الغربية بالإسلام مع انطلاق الدولة المرابطية سنة 1076 ميلادية. ومرد ضعفنا في تملك تاريخنا إلى أننا ندرس تاريخ الحجاز، ونتغافل عن تدريس تاريخ أفريقيا جنوب الصحراء. لا نعلم شيئا عن قبائل أفريقيا الغربية. يقولون لنا، في المدارس، إن التجارة الصحراوية مزدهرة في العصر المرابطي. لكن من هم الأقوام الذين مارسنا معهم التجارة بأفريقيا جنوب الصحراء؟ كيف ضربنا في أرض أفريقيا جنوب الصحراء؟ ولئن كانت ثروتنا قائمة على ازدهار التجارة الصحراوية فإن فقرنا المعرفي قائم على جهلنا كل الذين مارسنا معهم التجارة وضربنا في أرضهم لتلك الغاية. وإن كنا نجهل الشعوب التي ساهمت في ازدهارنا في التاريخ الوسيط فذاك خطأ وقْعه كبير.
لحسن الحظ أن شعراءنا يروون بعض القصص عن أفريقيا جنوب الصحراء، وذاك ما يسمى بالتاريخ الشفاهي. ويسعدنا أن نلفى استمرار التاريخ الشفاهي حيا، ويتوجب تدوينه. ولقد عمل الأوروبيون على ترجمة ذلك التاريخ الشفاهي. ولا نزال نحافظ على بعض الأعلام والمصطلحات، مثل غانا (أكناو) بالأمازيغية، تنطق بكاف معطشة. تعني أكناو من لا يتحدث لغتنا، إنه مثل (إكنوان) بالأمازيغية، أي السماوات، إذ تصدر أضواتا لا نفهمها [الرعد بالأمازيغية تسمى تيكنوت بكاف معطشة]. وفي كل عصور التاريخ ذكريات أهمها الحديث عن المانسا موسى أي الملك موسى» (سنعود إلى الموضوع الفقرات الأخرى منه).
لحسن ايت الفقيه.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire