وثيقة مبتورة حول مجالية ايت ازك بمحيط الرشيدية

 وثيقة مبتورة حول مجالية ايت ازك بمحيط الرشيدية

معلمة المجال بمحيط مدينة الرشيدية يغشاه بعض الغموض في صلته بثلاث جماعات قبلية، ايت يزك قصر السوق، وايت خليفة، وجماعة مدغرة (إمتغرن)، إن هي إلا فسيفساء من الأقليات العرقية ارتبط وجودها، إما بحراسة الطريق التجارية سجلماسة فاس، وتقديم خدمات لنزول التجار بحثا عن أماكن للاستراحة، وحماية مرورهم من محطة إلى أخرى مقابل واجب الزطاطة، أو بالانخراط في الممارسة الطرقية التي تقدمت وفاقت شهرتها الحدود بإشعاع الزاوية البكرية، وزاوية محمد العربي الدرقاوي، وعملت على ملاءمة تقاليد الفسيفساء مدغرة الشفاهية، فلا ترى في البساط إلا الطوبونيميا الأمازيغية: أسرير، وتيطاف، ومسكي (إمسكي)، وتاوريرت، وأكاوز. وقد سلف في غير هذا الموضع، أن فصلت القول وفق ما توافر من الوثائق عن ايت خليفة، في موضعين. وأما ايت ازدك بجنوب بفم زعبل فقسمان: ايت ازدك الخنك (تاغية)، وايت ازدك قصر السوق.

قاوم التركيب القبلي، بمحيط الرشيدية من أجل التعايش والبقاء، وصمد أمام الدهر إلى حدود مطلع السبعينيات من القرن الماضي، فحدث تحول سوسيومجالي انجر عنه تراجع جماعة ايت خليفة، وتحويل جزء من سكان تاغية الجنوبية، التي باتت تحمل اسم الخنك بكاف معطشة، لكي لا تهلك مياه البحيرة الصناعية لسد الحسن الداخل حرثهم ونسلهم، واختير لهم مستوطن بمحيط مدينة قصر السوق، التي ود أهلها أن يغيروا اسمها، فكان ميلاد مدينة الرشيدية. وأما وضع أيت يزدك فقد تقلص نسبيا وتغير فجأة، ومنهم من اختار الانصهار في الواقع الجديد الذي حملته المدينة الجديدة الرشيدية.

صاحب التحول الذي غشي المدينة ومحيطها استيعاب دعمه قرب المدينة من الشريط الحدودي غير الممعلم، فكان أن تحولت إلى بساط عريض لإرساء ثلة من المعسكرات لا تزال تؤثر على التهيئة العمرانية. ويعنينا من هذا التمهيد الاستنتاج أن الذاكرة تكاد تكون خالية بالمرة، من أي ما يفيد في معلمة المجال هناك، بفعل الاستيعاب الجاري.

ومن حسن الحظ أن سلطات الحماية الفرنسية ودت أن توثق كل شيء بما في ذلك معلمة المجال بين القبائل. عثرت على وثيقة تعود إلى سنة 1937، وهي في الواقع مقطع من سجل يحوي معلومات مفيدة حول المجالية. ففي أعلى الصفحة تتمة لمقار مبتور، حوى، فقط، خاتمة الفصل الثاني منه، كالتالي:« الفصل الثاني: إن المدير العام لإدارة الأشغال العمومية، والمدير العام للإدارة المالية، هما المكلفان، كل فيما يخصه بتنفيذ هذا القرار والسلام. وحرر بالرباط في 16 ربيع الثاني عام 1356، الموافق 25 يونيو 1937، محمد المقري. اطلع عليه وأذن بنشره، الرباط في 1 يوليوز سنة 1937، القوميسير المقيم العام ، نوجيس». وفي أسفل توقيع القرار، أو بالأحرى الفصل الثاني منه ما يلي:« مطلب عدد 233، في تحديد عقارين مشتركين بين جماعات القبائل كائناين بتراب فبيلة ايت ازدك (قصر السوق). إنه وفقا لمقتضيات الفصل الثالث من الظهير الشريف المؤرخ في 12 رجب 1342، الموافق 18 يبراير سنة 1924، الصادر في التنظيم الخصوصي المتعلق بتحديد الأرض المشتركة بين جماعات القبائل، قد طلب مدير إدارة الأمور السياسية بالنيابة عن جماعات قسم المدرجة [مدغرة] وايت يزدك بقصر السوق تحديد العقارين المشتركين المعروف أولهما بمصدر[مسطر في الغالب] تاكركورت البالغة مساحتها 10000 هكتار تقريبا وثانيهما بتماسين [تماسينت] عدد 1 الباغلة مساحته 20000 هكتار تقريبا الكائنين بقبيلة ايت ازدك الملاصقين لبعضهما بعضا، وهما على بعد 2 كيلومتر شرقي قصر السوق، ويشتملان على أراضي معدة للحرث والرعي مع المياه المعدة لسقيهما، إن اقتضى الحال ذلك. بيان الحدود- أولا أن بلاد مصدر [مسطر في الغالب] تاكركورت التي هي على ملك أهل ايت ازدك بقصر السوق الذين يعترفون بحق التصرف والرعي لمنفعة جماعات ايت عطة وايت خليفة وايت مصروح، يحدها شمالا الأرض المشتركة بين ايت ازدك بقصر السوق وايت ازدك بالخنق المحدودة بتيزي أومغين وخط قمم جبل ايت وتيزي أوغيول والنصب عدد 1824 وتلال تابوديات

وشرقا الأرض المشتركة بين ايت ازدك بكير، وجنوبا...»، انتهى مقطع المخطوط. ويمكن الرجوع إلى نصه في الجريدة الرسمية. ويستنتج من مقطع الوثيقة، في أفق استخراج كل النص، العناصر التالية:

-        إن الجماعة القبلية ايت ازدك قصر السوق، كانت تمتد شرقا إلى حدود جماعة ايت ازدك كير.

-        إن للوظيفة دورا أساسيا في التمييز بين أفراد قبيلة أيت ازدك: ايت  ازدك تاغية، وايت ازدك كير بناء على الماء، وايت ازدك قصر السوق بناء على وظيفة التجارة.

-        سيطرة ايت ازدك على الانكسار الأطلسي الجنوبي من فم غيور بحوض زيز غربا إلى فم العمشان بحوض كبر شرقا.

-        التسامح مع الجماعات القبلية المجاورة، ايت عطا وايت مصروح وايت خليفة.

لحسن ايت الفقيه