توصلت من السيد إبراهيم الكزكيز(Brahim Elguezguiz)، ليلة الأحد 11 من شهر
فبراير من العام 2016 بأربع صور لنقوش تعود إلى سنة 1916. عثر كان عليها منحوثة عليها
منحوثة على الصخر، وهو يهم بتنظيف إحدى الزرائب القديمة بخانق «العمشان» بواد كير، بإقليم
الرشيدية، بجوار الطريق الرابطة بين مركزي بوذنيب وكرامة. تمكنت من قراءة صورة واحدة، إن هي متصلة بالفيلق الأجنبي
الفرنسي. وإني أتخيل الفيلق، وقتها، يتقدم ببطء صاعدا واد كير. وألتمس منكم قبول
حسن اعتذاري على الزيغ بخيالي، قليلا، إذ لا يجوز القياس على الظن، في هذا المجال.
ألا ترون أن الوضع في هذا التاريخ، سنة 1916، يحتم على فرنسا التجنيد الكلي
لمواجهة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، الحرب الناتجة عن التنافس الإمبريالي؟
لنذر الظن جانبا، ونعود إلى خانق «العمشان». إنك إذا دفعك الفضول لتصعد متجها من الوهد إلى
الوعر، ستمر بقرية «تازكارت»، بكاف معطشة، ثم بعدها قرية «أقدوس» و«الكرعان»، وستكون قد عبرت جزءا
من مسار الاستعمار الفرنسي النشيط من حيث كرونولوجيا الأحداث، ابتداء من احتلال
بوذنيب سنة 1907، وقل بالحق، ابتداء، من انهزام المقاومين الذين هاجموا المحتلين
بتزكارت سنة 1908، إلى غاية احتلال كرامة سنة 1914. وبعد هذا التاريخ يمكن لك
استحضار، بالإشارة، أن الضباط الفرنسيين يجدون متسعا من الوقت للنقش على ألواح
الحجر الكلسي، بجبال الأطلس الكبير الشرقي. أظن أنك واصلت رحلتك عبر مواضع التاريخ
بواد كير، وستجد أمامك موضع العطشانة القريب من قرية «الكرعان»، وهو الحد الفاصل
بين إقليم الرشيدية وإقليم ميدلت، وقته، وستصادف
مقبرة معمرة بجثث الجنود السينيغاليين المحسوبين على جيش الاحتلال الفرنسي، يبدو
عليها الإهمال. ذلك أن فرنسا المهتمة بعمل الذاكرة، ولو في وقت متأخر من تاريخها،
لا تفتأ تنقل جثث مواطنيها إلى الديار الفرنسية. ولأننا لا نوثق ذاكرتنا، وغير
مستعدين، في الحال، لحفظها ندعو إلى صيانة هذه النقوش بواد كير، وإنشاء متحف
تفسيري، بمركز بوذنيب، أو كرامة، حفظا للذاكرة، وتشجيعا للسياحة بواد كير الذي
أهمل بالمرة. آمل أن تصادف هذه الصيحة وقعا ملائما.
لحسن أيت الفقيه
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire