أملنا أن ينتهي البيات غير الشتوي الذي لحق شأن النشر
والكتابة بالرشيدية. فإلى حدود نهاية سنة 2003، جاز الحديث عن الإنتاج المعرفي في
بساط واحات تافيلالت، التي تشكل نموذجا فريدا من الأنساق الثقافية في المعمار،
والأزياء، والتقاليد الاجتماعية، وطقوس التقدير والزيارة في فضاء القبور والأضرحة،
أو في فضاء المزارات الصخرية والمائية والشجرية. ولا عيب في ذلك مادام التقدير
نابعا من الحب، حب الطبيعة والإنسان بما هو كائن ذو بعد سوسيولوجي وتاريخي، وحب
العيش والبقاء في عالم القيم، قيم الوئام. إنك لن تفرق في هذه المنطقة – إن كنت تؤمن بفلسفة الآداء- بين باحث في
الورش التاريخي وبين ذلك الإمام الذي يختار لصلاة الصبح آيات من سورة آل عمران،
والإسراء، آيات تغرس قيم الإخاء والتعاطف والتآزر، ويتلوها برنة مملوءة بروح
التصوف وحب الاعتكاف، وبين ذلك المعلم، معلم التلاميذ في المدرسة، الذي أحب زوجته،
وقطع على نفسه ألا يستبدلها، رغم تأخر الإنجاب لمدة 15 سنة، وعمل بنصح السفر هو
وزوجته لزيارة مزار صخري بقلب جبال الأطلس الكبير الشرقي، موسمه –موسم المزار- يوم
فاتح غشت بالتقويم الجولياني، ومنذ وقتها انطلقا يتكاثران طبيعيا. ولا مكان لحية
العجب هنا، ففي هذه الواحات هناك ممارسة الاعتكاف، الاعتكاف طلبا للعلم، والاعتكاف
لتنشيط الخصوبة والتكاثر الطبيعة، والاعتكاف خدمة للقيم، الاعتكاف بآداء حسن بعده
الثقة بالنفس.
لذا لا مجال لاستمرار البيات في مجال الكتابة والنشر
مادامت ثقافة الاعتكاف كائنة بواحات تافيلالت الثقافية الساخن منها والبارد،
المشهور منها بالتمر، والمشهور بإنتاج التفاح والبطاطيس، ومادامت الواحات متشابهة
من تخوم طاطا إلى فجيج، ومادامت ثقافة الواحات هي وراء صدور العدد الأول من مجلة «واحات المغرب» التي حوت، في القسم العربي، ما يلي:
-
مقدمة
-
واحة تافيلالت من المدينة إلى القصور للأستاذ لحسن تاوشيخت.
-
من خصائص العمارة الدينية القديمة بواحة فيكيك للأستاذ محمد بوزيان بن علي.
-
قصور واحات الجنوب الشرقي بين الماضي المشرق والحاضر المؤلم للأستاذ محمد
البوزيدي
-
لمحة عامة حول القصور بالجنوب المغربي، قصر أسا نموذجا للأستاذ نور الدين
ازديديات.
-
إشارات حول جمالية المكان بين فن العمارة وشعر الملحون للأستاذ محمد علوي بن الشاد
-
التراث المعماري وحقوق الإنسان، أي علاقة؟ لحسن ايت الفقيه.
-
نحو بناء قطب اقتصاد التراث بواحة تافيلالت (زيز الأوسط)، للأستاذ محمد
المولودي.
نأمل أن تنطلق مبادرات
أخرى لإعادة للواحات الساخنة منها والباردة مضونها الثقافي والقيمي. وكلنا يتذكر
أن الأفكار الصحيحة تأتي من الجنوب.
لحسن ايت الفقيه
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire