mardi 23 juin 2015

أرحية الماء بحوض زيز الأعلى: ذاكرة منسية



ساهمت الطوبوغرافيا ووفرة المياه، في العقود الماضية، على تشغيل أرحية المياه بحوض زيز الأعلى. لكن أرحية الماء، لبطئها، لم تعف النساء، زمانها، من الاعتكاف أمام أرحية يدوية بالمنازل. تشتغل أرحية الماء طيلة أيام السنة، لكنها تلقى إقبالا كثيفا، في أواخر فصل الصيف، وبداية فصل الخريف، حيث يجري الاستعداد للأعراس الجماعية، التي تستدعي تنظيم مآدب من الكسكس والثريد. ومما يميز أرحية الماء أن أصحابها يستخلصون أجر الطحن من الحبوب، ولا يتعاملون بالنقد بالمرة، وكأن أرحية الماء يؤرخ لاقتصاد قائم على الريع الطبيعي. وساهمت عدة متغيرات، من ذلك فيضان 1925، وفيضان 1945، وفيضان 1965، في نحت مواضع السدود، وتعذر ضمان صبيب هائل في سواقي المياه الفلاحية، ما أدى إلى  تراجع الأرحية بكل من قريتي زاوية سيدي بوكيل، وأگفاي (گفاي). ولقد صمدت الأرحية بعض الوقت بالتجمع القروي تماگورت إلى ما بعد جفاف الثمانينات من القرن الماضي. وحسبنا أن التحولات الاجتماعية أدت إلى ظهور أرحية نارية مشتغلة بمحرك الديزل، وعقب ذلك، نشأت تشغل بالمحرك الكهربائي. كل تلك التحولات أنهت، عمليا، عصر أرحية الماء.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire