jeudi 4 juin 2015

ماذا وراء تعذيب طفل بريء بالكي بمركز الريش بإقليم ميدلت





كثر الشنآن بين الرجل والمرأة حينما تفرض أصرة القرابة بالزواج بينهما ليعيشا تحت سقف واحد، ويتناسلا تعبيرا عن غريزة البقاء. كم من مرة  تختفي فيه تلك المودة المعبر عنها بين الزوجين، فتضحى الأسرة قائمة على الاغتصاب. وإن كل شنآن بين الزوجين مصدر للانتقام الذي يضرب في العمق ذلك الإخلاص المفترض. وإن من أوجه الانتقام الانحراف، والانحراف في تعدد أوجهه.

ليس هناك رجل مثالٌ ولا امرأة، لكن الانسجام مع الواقع يقضي ويفرض إتقان فن التنازلات. ولما يتعذر التنازل عن أحد الزوجين أو كلاهما ينشأ الشنآن، وقد يتعمق خصوصا لما يغيب الزوج بحثا عن لقمة العيش في المغرب النافع، ليضمن استمرار أسرته وبقاءها متكيفة والظروف والملابسات في المغرب غير النافع.

ويعد حي الباطوار بمركز الريش الذي سموه رجال البلدية حي 20 غشت من أكثر الأحياء الهشة، يحيط به شريط من الزبل محاد للمجرى المائي واد زيز على ضفته اليسرى من جهتي الشرق والجنوب. لأن واد زيز من نوع المياندر الذي تتخلله، أو هو ينشأ بالتعرية الثنيات المقعرة والمحدبة. يشرف على الواد إفريز من صخر الحث وهو امتداد للدرع الصخري الذي يحتضن حي الباطوار. والحي وسط اجتماعي هش كان احتضن بعض دور الدعارة بعد انتهاء عهد الحماية الفرنسية التي أحدثت سلطاتها مركز الدعارة المنظمة المدعو «البورديل». ورغم تراجع الدعارة بعد ظهور أحياء أكثر تأهيلا لهذا الدور ظل الوضع الاجتماعي مؤسفا ولما لا فطالما تبرز فيه جريمة شعواء.

ولقد صادفت مؤخرا طفلا تخللته خلل من الكي بالنار على رجليه. طفل لا يتجاوز عمره خمس سنوات. صرح أبوه أن الزوجة تعامله معاملة سيئة كان تزوجها منذ 17 سنة وأنجبت معه ثلاثة أبناء، أحدهما عرض على التعذيب بالكي، ولن يصدق أحد أن الآب رفع الشكاية بالأم. ومعلوم أن البحث عن لقمة العيش تدفعه ليسافر بعيدا إلى المغرب النافع، بحثا عن العمل، لكنه لم يُر عليه أي آثار لإهمال الأسرة. وإذا كانت الشرطة بمركز الريش قد استمعت له في محضر رسمي حسب تصريحه، فإنه قطع على نفسه أن الزوجه هي من تكون أقدمت على هذه الجريمة، وستبدي الأيام حقيقة هذا الوضع.

وبعيدا عن نطاق الأخلاق، وعن نطاق الأوضاع الاجتماعية المتدهورة لبعض الأسر، وعن الشنآن بين الأزواج. فإن الاعتداء بالكي على الطفل جريمة تستدعي التدخل للتحقيق فيها طمعا في ضمان السلامة الشخصية للطفل وإنصافه والكشف عن هوية المعتدي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire