jeudi 21 avril 2016

الماء وتحديد المجال بتافيلالت بين الوظيفة والثقافة






«بطلب من جمعية العقد العالمي للماء فرع الرشيدية، مكتبها المسير، تحصل الاستجابة للمشاركة في ندوة «الفرشة المائية لتافيلالت الكبرى: الرهانات والآفاق »، بمداخلة سمتها «الماء وتحديد المجال بتافيلالت بين الوظيفية والثقافة»، يلقيها الأستاذ لحسن أيت الفقيه، إطارا إداريا لدى اللجنة، انطلاقا من تعريف اليونسكو للواحة بما هي فضاء منشأ ثقافيا. وستصرف الندوة يوم السبت 16 من شهر أبريل من العام 2016 بقاعة جون مارغات بمقر الحوض المائي لكير – زيز – غريس ابتداء من الساعة العاشرة صباحا. وما وراء المشاركة جرى لقاء أولي بين الجمعية المذكورة والسيدة رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، صباح يوم الأربعاء13 من شهر أبريل قوامه التنسيق المشترك استعدادا لمؤتمر حول شأو اتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (CCNUCC)، والمدعوة سمته بالحروف اللاتينية، اختصارا،COP22، وهو المؤتمر المنتظر في شهر نونبر من العام 2016».  كان ذلك مقتطف من بلاغ دفين لم يُفض [فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بحذف حرف العلة]، في الوقت المناسب. وخلص المراء بين الطرفين جمعية العقد العالمي للماء فرع الرشيدية واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات إدارتها، إلى الوقوف في الحال، وفي العقبى، عند خمس مجالات أساسية:
-         الواحة متوافرة على بعض الإمكانيات من ذلك الفرشة المائية وتجهيزات هيدروفلاحية تتجلى في السدود والقنوات.
-                حصول تراكم في الدراسات الميدانية والتي تكاد أن تستغرق معظم الأثافي التي ترسو عليها الواحة.
-          انطلاق تجارب تنموية ومشاريع مندمجة تأخذ بعين الاهتمام علاقة الإنسان بالمجال الواحي وضمنه الواحات الباردة بقلب الأطلس الكبير، من ذلك برنامج فيدا، وبوت، ومشروع تنمية المحيطات المنجمية.
-         استحضار التجارب غير المهيكلة كتجربة الاستثمار بمحيط واحة بوذنيب والحركات الاحتجاجية ذات البعد البيئي بمحيط الاستثمار المنجمي بإميضر.
- اعتماد كل التنظيرات ذات الصلة بالواحة لتأسيس تصور مندمج لإنقاذ الواحة يقوم على التنمية بصيغة لا تُبكت المحيط الحيوي.
-  توسيع مجال إشاعة ثقافة الاعتناء بالواحة كوسط هش، إن بتعبئة الفاعلين الأساسيين بما هم شركاء مباشرون في الموضوع، أو بنقل التصور بتبادل التجارب على النطاق الوطني.
وشكلت الندوة التي جرت يوم السبت 16 من شهر أبريل من العام 2016 بقاعة جون مارغات بمقر وكالة الحوض المائي لـگير- زيز- غريس مناسبة لنخل مضامين تشكل أساسا لتحديد مجال الاشتغال، في العقبى، ومنطلق التعبئة من أجل انخراط المجتمع المدني بجهة درعة تافيلالت، ومحيطها في المشروع. وكان فرع الرشيدية لجمعية العقد العالمي للماء قد أعد ورقة تأطيرية حول الواحة والماء تدق فيها ناقوس الخطر، استغاثة تغاث بكل ما له صلة في إنقاذ الواحة، بما هي درع منيع أمام التصحر.
-   وأما المداخلة  حول ثقافة المجال من خلال الماء فكانت  مضامينها كالتالي:
«بادئ بدء أريد ان أشكر جمعية العقد العالمي للماء فرع الرشيدية التي شاركتني في هذا المحفل حول الماء والذي حضره كل جَدِلٍ ذي شأن، في شأن الواحة. وستسهل مشاركتي من الفكر غير المدون. وللتذكير فاللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لا تفتأ تهتم بمبادرات من نوعها طامعا في المساهمة مع المجتمع المدني بجهة درعة تافيلالت في كل ما يفيد الإعداد للمؤتمر العالمي للماء المدعو اختصار بالرسم اللاتيني cop22»
- الماء وتحديد المجال بين الوظيفة والثقافة موضوع يتراءى تعديل بالانطلاق من تعريف اليونسكو للواحة: «الواحة فضاء منشأ ثقافيا». ولا يستقيم ذلك التعديل ما لم يجر الوقوف الوئيد لملامسة العناصر التالية:
- الماء والمجال في المفاهيم اللغوية الأمازيغية
- الماء والمجال من خلال وظيفة الماء
وهناك عناصر أخرى متممة للموضوع، لكن لن يجر التطرق لها لضيق الأوان الزماني المخصص للمداخلة كنحو المزارات المائية والتبرك بالماء وعلاقة توزيع الماء بالمهارات اليهودية الأمازيغية.
إن الماء أساس الاستقرار بواحات تافيلالت الكبرى انطلاقا من وصف موضع بناء الزاوية العياشية من لدن الشيخ أبو سالم العياشي: « الماء والعواد والرزق على الله». معناه: وفرة الماء وحطب التدفئة بالسفح الجنوبي الشرقي لجبل العياشي أساس لا ئق لبناء الزاوية العياشية. وإذ انطلقنا من تعريف اليونسكو الواحة، المشار إليه اعلاه، ولامناص من الانطلاق من ذلك، فإن السؤال الذي يواجهنا: ما مكمن ثقافة الماء بتافيلالت؟» يجذذ فيما يلي:
1- الماء والمجال في المفاهيم اللغوية الأمازيغية.
الماء أبلج في المقاطع اللغوية الأمازيغية، وفي الأماكينية الأمازيغية ، وفي الأشعار الأمازيغية، ولنقف عند بعض الأمثلة:
- كثيرة هي الكلمات الأمازيغية ذات الصلة مضمونها بالماء مستهلة بالمقطع(An) ، أي: الماء، كنحو تناسيفت، وتاندا، وتانغريفت، وأند، وأكلمان.
- هناك كلمات مكونة من المقطع (gw)والذي يفيد الرطوبة كنحو، إفجيج (فجيج)، وتوگـورت، وألـگـون، وأگـرو.
- يعني المقطع (if) الخصوبة
- يفيد المقطع (sw) الفعل: اشرب (شرب في صيغة الأمر) كنحو، غسات والسات، والسومنتات.
- المقطع (Dr) يعني الحياة، ومنه موضع الدرمشان، أي: المكان الحي قرب سد الحسن الداخل.
- تيط: تعني العين. ومن ذلك تيط أورماس، وتاطيوين
وكل المقاطع السالف ذكرها تعني الماء وذات صلة بالماء وبمجال الماء، بما هو عنصر أساسي في الواحة، الفضاء المنشأ ثقافيا.
2- العنصر الثاني: الماء والمجال
الماء أبلج في وظيفة تحيديد المجال ومعلمته. فما وقع الجريان السطحي على تحديد المجال؟
إن الجريان السطحي محدد المجال الوظيفي بجل مناطق تافيلالت الكبرى. ويستغرق المجال الوظيفي المرعى، والمزرعة، والمحطب، والمجال المعمر، والمجال القابل للتعمير. والمرعى هو مجال الانتجاع الذي يتردد عليه قطيع السكان المستقرين، والذي لا يتجاوز حسب العرف 60 رأسا لكل قطيع. وإن اكتساب ما يفوق ذلك العدد، يحدد حتما الانقطاع  للترحال. ذلك أن جل الأعرف المحلية تشكو الكثافة الضاغطة على المراعي القريبة من مجالها المعمر. وأما المزرعة، بما هي مجال مسقي بالفعل، والذي يطلق عليه الغابة أو المزرعة، أو (داو ترگـا)، أي: سافلة الساقية، فهي مجال ممتد ليشمل أرضا يسهل ريه في حال الفيض، أي: في حال الموسم الرطب ويطلق على هذا المجال اسم «إسوان». هنالك  يمتد سهل تافيلالت إلى مالي، ويمتد نطاق واد گير ليستغرق الساورة والتوات.
وللمجال الوظيفي حدود هيدرولوجية تسمى مقسمات الماء:(les points versants) كنحو أحدجمي: الحد الفاصل بين واحة تيعلالين وواد گير وأزغار إيرس الحد الفاصل بين واد زيز وواد العبيد، وتيرگيت الحد الفاصل بين غريس ودادس، وكلها مقسمات الماء بين الأحواض النهرية.
3-  ثقافة تنظيم الماء شريعة تنهل من مصادر متعددة
الماء كمّ قابل للقياس في المكان وصبيب يقاس في الزمان. لذلك ابتدع القدماء نظم توزيع الماء في الواحة عقب مسح الأرض الحية، وإرساء النسيج الإثنوغرافي للقرية، وإبراز نظام الدفاع عن المجال الوظيفي بما يلزم من إمكانية بشرية، كنحو شرطة الماء، وتزويد قلع الحراسة بالحراس، فكان تدبير الندرة بدقة متناهية للغاية
- عرفت منطقة تافيلالت توزيع الماء بواسطة تاناست. وتعني تاناست إناء من النحاس قعره دائري، وكأن الإناء صحن ذو قعر مستدير. يحوي الإناء المعد لقياس نوبات الماء ثقبا منفذا لملء (تاناست)، بشكل بطيء من تدفق الماء بما يناسب أمد حصة الماء. وتحدد الحصص بعدد شحنات الماء المتدفق إلى «تاناست». ينقطع لقياس نوبات الماء بواسطة (تاناست) شيخ الماء الذي يدعى في الغالب «أمزراگ». ولقد عرف نظام قياس الماء بواسطة «تاناست» منذ القرن 16 قبل الميلاد، من لدن مصر الفرعونية. ويمتد نظام تاناست ليشمل مناطق تارودانت وتيزنيت، وكل الجنوب المغربي. وتقاس حصة الماء في نظام الري بالمواجل (جمع ماجل) المنشأة بقرب المنفذ الخارجي للعيون والخطارات، إما بالأوان الزماني الذي يستغرقه الصبيب أو بتحديد عمق المياه بواسطة عصا (قصبة) معدة للغاية. ويحدد الزمان قبل ظهور الساعات الإليكترونية بقياس الظل في النهار وحركة النجوم الظاهرية في الليل.
ويتأسس توزيع حصص الماء على نظمة تكاد تضاهي أثافي النسيج العمراني للقرية الزراعية وطالما تقوم النظمة على القاعدة 3 أو القاعدة 7 بالصيغة التالية: (3+3+3+1) أو (3+3+3+1). ومعنى ذلك، أن دورة الماء تستغرق سبعة أيام أو عشرة، وقلما تضاهي أسبوعين. وأما حصة الماء فهي يوم أو بعض يوم.
ولضمان أمن الماء حصل إحداث منصب شيخ الماء وشرطة الماء كما سلفت إليه الإشارة وتسمى قلع الماء بوشيحا، أو البرج، أو البروج. وأما العرف فقد شمل موادا مفيدة في تنظيم الماء.
لحسن ايت الفقيه

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire