توصلت من الصديق محمد بن الشريف من بوذنيب، وهو
شخص يهوى المعرفة التاريخية والهوية، وله حس مجالي، أو قل إرساء الهوية المجالية
على وجهها، توصلت منه مشكورا بنوال مهم، نُسخة من وثيقة تاريخية حول قصر (دوار)
بوذنيب تعود إلى سنة 1876 بالضبط. تابعوا المزيد من الحديث أسفله.
توصلت
من الصديق محمد بن الشريف من بوذنيب، وهو شخص يهوى المعرفة التاريخية والهوية، وله
حس مجالي، أو قل إرساء الهوية المجالية على وجهها، توصلت منه مشكورا بنوال مهم، نُسخة
من وثيقة تاريخية حول قصر (دوار) بوذنيب تعود إلى سنة 1876 بالضبط، حصل تحريرها
بقصر «سيدي بوبكر أو عمر» بمزكيدة، بكاف معطشة، القصر الكائن بمحيط مركز الريصاني.
حصل تحرير الوثيقة بعد اجتماعين، اجتماع بسيدي عمر أو موسى واجتماع آخر بالطاوس
الكائن بمنطقة الريصاني للتوضيح. ونستشف من الوثيقة أن ما أورده الباحث الجزائري نيهليل من
إحالات ذات الصلة بعرف بوذنيب، غير دقيقة من حيث الزمانُ، وبالضبط تاريخ مقتل عبو
المعطي، وما انجر عنه من توتر كادت نتيجته تعني إخراج سكان بوذنيب من مجالهم
الوظيفي، إن كانت سبب التوتر صحيحا. وغير دقيقة من حيث تاريخ مجيء شرفاء بوذنيب
وقدومهم من واد إفلي بالريصاني، ليهبطوا بوذنيب. وأقول أيضا إن رواية الباحث الجزائري نيهليل غير
دقيقة من حيث المضمونُ، ذلك أن مطلب الحماية على طريقة (تايسا taySa)، كان ذاتيا، أي: وفق
قواعد الدفاع الذاتي الأمازيغية، الأرض مقابل الحماية. وحسبنا أن هبوط أيت خباش،
ولم يذكر في الوثيقة غيرهم من القبائل، أرض بوذنيب هبوط قائم على اتفاق، أو
(تعقيت) بالأمازيغية. وتفيدنا الوثيقة، على غرار ما أورده الباحث الجزائري نيهليل
في فهم عمق المجالية الأمازيغية، وأسلوب الاستيعاب الأمازيغي في الجنوب الشرقي
المغربي.والمثير في الوثيقة ذكرها التمثيلية الكاملة لأيت خباش، إلحيان، وإرجدالن،
وأيت عمرو، وإيزولاين، وأيت تغلا، وأيت بورك. والغالب على الظن أن نزول التمثيلية
التمثيلية القبلية كلها أرض بوذنيب، بواقع 20 محاربا لكل بطن (فخدة)، أي ما مجموعة
120 محاربا، يفيد أن هناك انهيارا أمنيا بمحيط بوذنيب سنة 1876 ميلادية الموافقة
لسنة 1293 تاريخ كتابة الاتفاقية. ولا نريد استقصاء إشكاليات أخرى ذات الصلة
بالمجالية، وكلنا أمل لاستنطاق الوثيقة في العقبى. وكلما انعدمت الوثيقة انعدم
التاريخ. لنقف عند نص الوثيقة:
:«في يوم الجمعة من سنو 1293 هجرية طلب الشرفاء بقصر
بوذنيب وهم مولاي أحماد مع مولاي علي، مع مولاي الحسن، مع مولاي الطيب، أن يجتمعوا
مع أيت خباش بسيدي علي أو موسى سنة 1293 هجرية مرة أولى، وفي المرة الثانية بقصر
الطاوس، وتمت الاتفاقية بقصر سيدي بوبكر أو عمر بمزكيدة، وكان ذلك سنة 1293 هجرية.
وطلب هؤلاء الشرفاء من أيت خباش حراسة بوذنيب ب20 رجلا لإلحيان، و20 رجلا
لإرجدالن، و20 رجلا لأيت عمرو، ولإزولاين 20 رجلا، ولأيت تغلا 20 رجلا، ولأيت بورك
20 رجلا. وزادوا خمسا لمصالح الجماعة الأصلية. وتمت هذه الاتفاقية بحضور الشرفاء بتمصلحت
وهما اثنان 1 مولاي امحمد 2 مولاي إبراهيم وشيخ أيت عطا من فخدة إزولاين لحسن
أوحساين، إضافة إلى ممثل فخدات أيت خباش. عن إرجدالن بويقبان حساين وعن ايت عمر
لحسن أموح، وعن إلحيان سعيد أوعدا وحساين وعن إزولاين محمد بن علي، وعن ايت تغلة
الشيخ علي وعن ايت بورك إيشو أوحساين و[بحكم] هذه الاتفاقية حصل ايت خباش على ثلث
أراضي بوذنيب، يحدوه من الشمال المنكار [بكاف معقودة] والغابة الخضراء ومن الشرق
واد بوعنان إلى جنوب واد الكرب إلى واد تزكارت [بكاف معقودة]، وضريح سيدي احماد..
وساهمت قبيلة ايت خباش أين ما كانوا ب 400 اريال حسني كل من قصر الطاوز ببوذنيب،
بعده ثلاثة أعوام وفي سنة 1296 أطلق على الموضع اسم الطاوس ببوذنيب بحضور الشيخ العام عدي بن احماد
من ايت عمر، وتم يوم الجمعة. وسلام.
وحرر بسيدي بوبكر او عمر
بمزكيدة بحضور شرفاء تمصلحت يوم الأربعاء من عام 1293».
لحسن ايت الفقيه
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire