vendredi 7 octobre 2022

الريش: فوضى التسيير والعبث لغاية ضرب الحق في التعليم بجماعة امزيزل

 





أحدثت جماعة امزيزل في التقطيع الإداري لسنة 1992. وارتأى المسؤولون أن ينسبوها إلى قصر (دوار) امزيزل على الضفة اليمنى لواد اليمنى لواد زيز، وهو القصر الذي اختير مركزا لاحتضان الإدارة العسكرية لمواصلة الاحتلال الفرنسي لجبال الأطلس الكبير الشرقي. فبعد الانتصار، يوم 23 من شهر شتنبر من سنة 1922، على مقاومة بلقاسم النكادي القادم من تافيلالت إلى زاوية سيدي بوكيل نظر خبراء الطوبوغرافيا في الميدان والتقطت أعينهم موقع امزيزل. لذلك بنوا به مركزا شمل، فضلا عن الثكنة العسكرية لجنود الاحتلال الفرنسي، السوق الأسبوعي ومقر إدارة الحاكم المقيم. ولقد ساهم المركز في حماية عمال مد خطوط الهاتف إلى أعالي غريس وإلى أموكرعقب الانتصار على مقاومة قبيلة أيت حديدو في معركة أيت يعقوب سنة 1929. ولأن للمركز موقعا إستراتيجيا، بما هو ملتقى طريقين إحداهما ممتدة نحو إملشيل والأخرى نحو أسول بأعالي حوض غريس، فقد دامت شهرته ووظيفته إلى الأيام المتأخرة من الحماية الفرنسية على المغرب. وكان من المفروض يوم إحداث الجماعة القروية أن يحتضن مركز امزيزل مقرها، لغاية إحياء دوره بما هو مركز بالمنطقة إلا أن المجلس الجماعي المنتخب، وهو مجلس يمثل العشائر المتعصبة، اختلف أعضاؤه في تحديد موضع مقر الجماعة اختلافا كبير لأن كل عشائر يأمل بناء مقر المقر بقصره (دواره). وإرضاء لتعصب الأعضاء العشائريين انتهى تأسيس الرأي على بناء المقر وسط المجال الترابي للجماعة، فكان قياس المسافة من شرقها إلى غربها فصادف الوسط مجرى مائي جاف فبني المقر بجانبه. نتج عن الرأي المتعصب بناء المقر في مكان خال، وقتها، من العمران البشري، بعيد عن الدور والقصور.

      يقع المقر على الضفة اليمنى لواد زيز، في فلاء يبعد عن قصر (دوار) تابية وقصر زاوية سيدي بوكيل، بحوالي أربع كيلومترات. وبعد أكثر من عقدين من الزمان بنيت الثانوية الإعدادية بغرب مقر الجماعة، ونسبت، بالباطل، إلى امزيزل وكأنها بتراب مركز امزيزل الذي اختارته الإدارة الفرنسية لإستراتيجية موقعه. ظلت الثانوية الإعدادية تتخبط في أهوال العشوائية مما أثر سلبا على حق أبناء الجماعة في تعليم منتظم يُحترم فيه الزمان المدرسي. وحسبنا أن الأساتذة المعينين للتدريس، هناك، يواجهون صعوبة السكن، لأن محيط الإعدادية، وكما سلفت إليه الإشارة، أرض خلاء معمرة بنبتة الشيح، فقط، ومعرضة على الدوام لهبوب الرياح البادرة كلما هطلت الثلوج على قمة جبل العياشي.

 وشكل ميلاد الإعدادية فرصة ثمينة للتنمية بالجماعة لكن السكان غير راضين عن موقع بنائها على الضفة اليمنى لواد زيز، وفي أرض خلاء، لأن جل التلاميذ، وفي غياب الجسور، يُحملون على عبور الواد في رحلة الغدو والرواح إلى الفصل الدراسي. ومن التلاميذ من يجبر على قطع سبع كيلومترات للوصول إلى الثانوية الإعدادية اليتيمة. وحصل في السنين الأخيرة اهتداء أهل الرأي إلى توفير النقل المدرسي وخصصوا لتلك الغاية بعض الحافلات. وكدأب جميع الجماعات الترابية بالمغرب يدبر أمر النقل من لدن جمعية تؤسس للغاية، ولتضمن للمستخدمين الذين يقودون الحافلات ذهابا وإيابا أجورهم،  والتي لا تتجاوز، للتذكير، الحد الأدني للأجور. وانتظم الاستخلاص من التلاميذ الواجبات الشهرية لتغطية جزء من تكلفة النقل التي تشمل، أيضا، الوقود والصيانة. ولأن الزيادة في سعر الوقود أضحت سنة حسنة في المغرب رغم انخفاض ثمن سعر البرميل العالمي إلى ما هو عليه قبل اندلاع حرب أوكرانيا، أريد لهذه السُّنة أن تدخل تراب جماعة امزيزل وتستهدف النقل المدرسي.

وجرى، في بداية الموسم الدراسي الحالي 2022 ـ 2022، أن نشط مراء حول الزيادة في التسعيرة المفروضة على كل تلميذ وتلميذة والتي تضمن له النقل من منزله إلى الثانوية الإعدادية. ولتأسيس الرأي نودي على الجمع العام الاستثنائي الذي وافق انعقاده يوم الجمعة 23 من شهر دجنبر المنصرم للبت في إكراه الزيادة في التسعيرة، فكان القرار رفض زيادة 10 دراهم واجبا شهريا للنقل مفروضا على كل تلميذ.

والرفض رأي صائب لانخفاض دخل الأسر الزراعي بفعل الجفاف والتغيرات المناخية. ولا حاجة للتذكير أن الجفاف عمّ أعالي حوض زيز منذ سنة 2017. ودون الاسترسال في تبرير الدخل المنخفض للسكان نكتفي بالقول، إن المنخرطين المستفيدين من خدمة النقل المدرسي والممثلين في آباء التلاميذ وأوليائهم رفضوا الزيادة في التسعيرة، ورفضوا المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي للجمعية المسيرة يوم الاجتماع الذي وافق الثلاثاء 27 من شهر شتنبر، حسب ما ورد في عريضة احتجاجية وقعها المتضررون. لكن جهة غير مسؤولة، حسب التعبير المستطر في متن العريضة، فرضت سعرا يداني 80 درهما بزيادة 10 دراهم ابتداء من يوم الخميس 29 من شهر شتنبر. وبعيدا عن متن العريضة أفصح أحد المستشارين الجماعيين أن أشخاصا مجندين لفرض القرار غير المسؤول نشأوا يعترضون سبيل التلاميذ الذين لم يدفعوا الزيادة المفروضة عليهم كرها، ويمنعونهم من ركوب الحافلات. وتجري هذه بالقصور (الدواوير)، أيت سعيد، وتيغرماتين، وولال، على الضفة اليسرى لواد زيز. ولم تنج الضفة اليمنى لواد زيز من الفعل القبيح نفسه الذي عاينه شهود عيان بكل من قصر أيت موسى وعلي وقصر أيت بني يحيى. ولأن كل ذلك مخالف للقيم، فمن كان وراء تسخير هؤلاء الجنود الذين ينتحلون صفة قطاع الطرق؟ فهل السلطة غافلة عما يجري بجماعة امزيزل، بإقليم ميدلت؟ أليس فعل منع ركوب حافلات النقل المدرسي يضرب حق ثلة من أبناء الجماعة في التعليم؟ ألا يهدد ذلك باستفحال الهدر المدرسي؟ وما رأي المجلس الجماعي في التوتر القائم في الميدان؟

إن تجنيد ثلة من قطاع الطرق لمصادرة رأي الآباء لا يمس الحق في التعليم وحده بل يشمل أيضا إزعاج العمل الجمعوي والتضييق على حرية التعبير وتشجيع الفوضى في جماعة تتخبط في أهوال التخلف.

لحسن أيت الفقيه

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire