jeudi 13 octobre 2022

إقليم ميدلت: هل توفق سكان «ألمو أبوري» من تبليغ رسالة تخلف التنمية إلى المسؤولين؟

 






تزامنا مع أجواء الرقص والتهريج والزغردة فرحا بزواج القاصرات في موسم الخطوبة، وبعد تذوق حلاوة موسم التفاح، نظم سكان «ألمو أبوري» بجماعة كرامة، بالكاف المعطشة، مسيرة احتجاجية دام أمدها يومين كاملين، محصورا بين غايتين، صباح يوم الثلاثاء 12 من شهر أكتوبر من العام 2022، ومساء يوم الأربعاء الموالي. وعقب دخولهم تراب النزالة التي يعبرها مسارهم نحو مقر عمالة ميدلت انضم إليهم سكان قرية «بورديم» لاقتناعهم بمطلب رفع العزلة على كلتا القريتين. وقضى المحتجون ليلتهم بقرية «أعباري». وفي اليوم الثاني من الاحتجاج، وبعد أن تجند أعوان السلطة لنقل الخبر وحسب علمنا فقد تدخلت السلطة المحلية في شخص القائد رئيس ملحقة سيدي عياد، والقائد رئيس دائرة الريش  واطمأن المحتجون وانقلبوا على عقبيهم. ولقد توفقت السلطة وحالفها النجاح هذه المرة. وما كان لها لتنجح في إقناع هؤلاء لا لشيء سوى أن معانتهم ومواجهتهم لتخلف التنمية أضحت لا تطاق.

وحسبنا أنه سلف لسكان «ألمو أبوري» أن احتجوا ونزلوا واقفين بباب مقر الجماعة القروية، بمركز كرامة، للاعتصام صباح يوم الخميس 24 من شهر أكتوبر 2013. وكانت مطالبهم، التي لايفتأون يعبرون عنها شفاهيا دون إقدامهم على تدوينها في شكاية أو عريضة، واضحة مبينة، في أربع عناصر:

-        مشكل العبور من قريتهم وإليها، وخاصة في المقطع، المسمى أنسلي، الرابط بين «ألمو أبوري» و«تيزي ن ويلال». ولئن كان المقطع عبوره ممكنا فإن العربات كانت ترفض وقتها الأحمال الثقيلة حتى تتمكن من الصعود في رحلة الذهاب من گرامة إلى «ألمو أبوري». ويكمن الضرر أصلا في أن السكان لا يتمكنون من شراء كل حاجاتهم من سوق گرامة. وحينما ينزل المطر يظل المقطع المذكور مستحيلا عبوره. وكانت السلطة المحلية تتدخل لفتح الطريق، وتيسير عبوره بالجرافة، كلما دعت الضرورة، ويسجل لها أنها قامت بالتقليل من وقع المنحدر بتخليله بمنعطفات كثيرة، لكن ذلك غير كاف.

-        مشكل تزويد التجمع القروي «ألمو أبوري» بالكهرباء، وبصدده أفصحت السلطة أن حل المشكل كان يجري في إطار صفقة تزويد 52 قصرا «دوارا» بإقليم ميدلت. لكن مشكل «ألمو أبوري» قد تأخر بعض الوقت، لا لشيء سوى أن تزويده بالكهرباء لن يحصل إلا عبر إقليم فيجيج حيث تمتد الأبراج الناقلة للتيار الكهرباء من قرية أغمات لمسافة 18 كيلومترا. ولما كانت الأبراج قوامها من حديد خاص مستورد من الخارج، فإن حل المشكل يرتبط بتوافر الحديد، لذلك تأخر المشروع بعض الوقت.

-        مشكل شبكة الاتصال الهاتفي: أفصحت السلطة يومها أنه مشكل قائم.

-        مشكل تزويد «ألمو أبوري» بالمستوصف لا يزال قائما. ذلك أن سكان القرية ظلوا يترددون على مستوصف أغمات بإقليم فيجيج.

صحيح أن كل موجبات الاحتجاج الذي أحدث به سكان «ألمو أبوري» توترا سنة 2013 لم تعد قائمة كلها. وقد جرت الإنارة العمومية صفقتها منذ يوم الأربعاء 23 من شهر أكتوبر من 2013 ، لكن بانضمام مركز كرامة إلى الاحتجاج أضحت ضرورة رفع العزلة عن جماعة گرامة قوية غاية. وحسب المحتجون الفرج بتقوية الطريق الرابطة بين الريش وتالسينت، عبر كرامة، ومد الطريق عبر واد كير من مركز كرامة إلى تيزي نتلغمت عبر تيط نعلي. يستفاد من درس احتجاج سنة 2013 أن السلطة لتشبعها بالمقاربة الأمنية لن تنسى الحدث بل توجست من تكرار ما جرى. وللتذكير فإن الاحتجاج السالف ذكره كان نسف نشاط التسويق بالسوق الأسبوعي يوم الإثنين 28 من شهر أكتوبر 2013، واعتقل يومها شخصان ضمن تظاهرة كاد عددها أن يتجاوز 3000 شخصا من مكوناتها التلاميذ والنساء والرجال. واتخذت الحركة مجرى آخر، حيث أضحى سكان مركز كرامة يطالبون بتقوية البنية التحتية بالصرف الصحي، وتصحيح وضع الاستفادة من التغطية الصحية في إطار برنامج (راميد). وجرى في صباح يومها الثلاثاء 29 من شهر أكتوبر 2013 أن دعيت ثلة من سكان «ألمو أبوري» إلى مدينة ميدلت، عاصمة الإقليم، بما هم من يمثل السكان، لمشافهتهم السيد عامل الإقليم السابق في مشاكلهم، ووعدوا على الشاكلة التي تقدم بها الوعود.

انطلق الاحتجاج  السالف ذكره من «ألمو أبوري» التي تبعد عن مركز گرامة بحوالي 64 كيلومترا. وتقطن بالقرية عشائر من قبيلة «أيت بن علي»، وهم من أيت مسروح الغربيين. مطالب هؤلاء موزعة في أربع مجالات: إصلاح الطريق، وتزويد القرية بالكهرباء، وشبكة الاتصال الهاتفي والمستوصف. وإلى جانب الطريق بقي مشكل المستوصف عالقا إذ لا يزالون يترددون على مستوصف «أغمات» بإقليم فيجيج، الذي يبعد عنهم بحوالي 18 كيلومترا فوق أن الحوامل من نسائهم طالما يموتن لصعوبة نقلهن إلى مركز گرامة وأحيانا إلى مدينة الرشيدية. وبلغ إلى علمنا أن الساعفة طالما تتجه نحو النزالة لتعرج نحو الشرق إلى «ألمو أبوري».

وخلاصة القول، هل توفق سكان «ألمو أبوري» من تبليغ رسالة تخلف التنمية إلى المسؤولين؟

لحسن أيت الفقيه

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire