mardi 30 juin 2015

غياب البعد البيئي في إعادة بناء طريق احتلال الأطلس الكبير الشرقي






يجري في الحال إعادة بناء الطريق الجهوية رقم 706 الرابطة بين الريش وإملشيل، في الجزء الرابط بين الريش ومركز امزيزل.  ولقد حصل شق هذه الطريق ابتداء من سنة 1922 بعيد معركة الطيارة، بشمال مركز الريش، ومعركة سيدي بوكيل التي أشار إليها سبيلمان، بغرب المركز. والغاية من الطريق نقل الجنود وآلية الحرب لاستعمار الأطلس الكبير الشرقي، فالطريق أحدثت لغاية أمنية، غاية الترهيب بعد فشل أسلوب الترغيب. وأحدث بمركز امزيزل منعطف يسمى بالأمازيغية (نيمرو)، وهو نطق ألكن للكلمة الفرنسية (Numéro)، فمنه انعطفت الطريق يسارا نحو أعالي غريس (أسول، وأملاكو)، ويمينا نحو إملشيل، عبر أموكر، وأوتربات، وبوزمو.
وفي الستينات من القرن الماضي جرى تعبيد حوالي 15 كيلومترا، من الريش في اتجاه إملشيل، ثم توقفت الأشغال، بعض الوقت، واستؤنفت سائرة سير السلحفاة إلى أن انتهى تعبيد الطريق، وبلغ الشريط المعبد مركز إملشيل، في أواخر التسعينات من القرن الماضي. ورغم ذلك، وكما كان منتظرا، لم تكن أشغال الطريق سليمة، فقد انجرت عنها انهيارات متعددة، بعامل النحت والإرساب، أضرت الحقول المجاورة، وقبل ذلك، ما كانت الأشغال التي جرت في أشواط متعددة وليدة صفقات سليمة قائمة على النزاهة والشفافية. فالطريق غير سليمة من حيث المخاطر يوم نزول المطر، إذ طالما شكلت مصدر حصار. ويعنينا أنه لما انطلق إعادة البناء، ونتمنى أن تكون شاملة، لاحظ المواطنون التوسيع، وبناء أسوار بشفاه الحفر والحواف، وأضيفت قنوات جديد لتصريف مياه الأمطار في عدة مواضع، وقالوا في ذلك كله حسنا. لكن الذي لم يستحسن، أن هذه المصاريف بما هي أنفاق في شتى المواضع لم تُبن مداخل بالوعاتها ومخارجها، مما يجعلها مصدر نحت مستمر مهول، سيما وأن المنطقة تعرف، مع التغيرات المناخية الحاصلة، نزول أمطار إعصارية طوفانية، وكل ذلك قد يؤدي إلى انهيار البناء في القريب العاجل. فهل هناك من منبه إلى استحضار البعد البيئي قبل فوات الأوان؟
لحسن ايت الفقيه

lundi 29 juin 2015

الحرمل وتطير العنصرة من أجل مستقبل زراعي زاهر





ستنضج حبوب الحرمل، ولن تخلف موعدها، في يوم 24 يونيو بالتقويم الجولياني، يوم 07 يوليوز بالتقويم الغريغوري. ويومئذ يحصل الاحتفال بالعنصرة وتطفى مواقع الجن بحبات الحرمل، وكل يحتفل بالدخان الحيوان (الدواجن) والإنسان، وللحفل وقع على مستقبل الزراعة والخصوبة. لن يمكنني، للأسف، بعض الظرف للمشاركة في الاحتفال. وإني أخال التخلي عن هذه العادة القديمة، قد ينجر عنه الكثير من الخلل في الميز، وفي الإدارك، بفعل تدخل الأرواح الشريرة. ومن لم (يعنصر) فمندرج في زمرة الحمقى والمجانين، وكلنا مجنون، وفق هذا القياس.
وابتداء من العنصرة تحق السباحة بواد زيز، وتقل ضحايا الواد إن لم نقل تنعدم، فالواد لا يحتاج بعدها إلى قرابين بشرية، كما حصل قبل أيام، لأن مواقع الجن به سيجري إطفاؤها بدخان الحرمل، النبتة السحرية المقدرة بجبال الأطلس الكبير الشرقي، وسيدة نبات السحر والشعوذة هناك. والحرمل، فوق ذلك، تحترم مواعيدها سواء نزل المطر، أو عم الجفاف. ومن حيث الوظيفة نلفاها مرعى النحل في شهر مايو، وجدورها ملاذ الديدان، في فصل الشتاء. إنها نبتة ساحرة في بناء البيئات المتدهورة بفعل الإهمال.
لحسن ايت الفقيه

mardi 23 juin 2015

زيز الأعلى: استيراد الأعشاب الضارة عن غفل وتسميتها عن وعي








تنتقل بذور الأعشاب الضارة بفعل تنقل الحيوانات العاشبة. وفي العقود الماضية ظل تنقل الحيوانات محدودا شمل قطعان الغنم والماعز، وهو تنقل نطاقي في الغالب، أي: إنه محصور في مجال جغرافي ذي خصائص بيومناخية معينة. ومع انتشار المواصلات، بدأ سكان الجنوب الشرقي يستوردون الحيوانات، ويستوردون التبن من السهول الغربية والسهول الوسطى، فنشا معه استيراد بذور أعشاب طفيلية غريبة. ومما يثير الانتباه أن السكان يحاولون أن يطلقوا أسماء على هذه الأعشاب، تأخذ مضمونها من طعمها «تاسممات»، أي: الحامضة، و«تانخموجت»، أي: المتعفنة، و«الشجرت»، أي: الشجرة الملعونة، وغيرذلك.

أرحية الماء بحوض زيز الأعلى: ذاكرة منسية



ساهمت الطوبوغرافيا ووفرة المياه، في العقود الماضية، على تشغيل أرحية المياه بحوض زيز الأعلى. لكن أرحية الماء، لبطئها، لم تعف النساء، زمانها، من الاعتكاف أمام أرحية يدوية بالمنازل. تشتغل أرحية الماء طيلة أيام السنة، لكنها تلقى إقبالا كثيفا، في أواخر فصل الصيف، وبداية فصل الخريف، حيث يجري الاستعداد للأعراس الجماعية، التي تستدعي تنظيم مآدب من الكسكس والثريد. ومما يميز أرحية الماء أن أصحابها يستخلصون أجر الطحن من الحبوب، ولا يتعاملون بالنقد بالمرة، وكأن أرحية الماء يؤرخ لاقتصاد قائم على الريع الطبيعي. وساهمت عدة متغيرات، من ذلك فيضان 1925، وفيضان 1945، وفيضان 1965، في نحت مواضع السدود، وتعذر ضمان صبيب هائل في سواقي المياه الفلاحية، ما أدى إلى  تراجع الأرحية بكل من قريتي زاوية سيدي بوكيل، وأگفاي (گفاي). ولقد صمدت الأرحية بعض الوقت بالتجمع القروي تماگورت إلى ما بعد جفاف الثمانينات من القرن الماضي. وحسبنا أن التحولات الاجتماعية أدت إلى ظهور أرحية نارية مشتغلة بمحرك الديزل، وعقب ذلك، نشأت تشغل بالمحرك الكهربائي. كل تلك التحولات أنهت، عمليا، عصر أرحية الماء.

dimanche 21 juin 2015

واد زيز مؤشر عن تخلف التنمية بجبال الأطلس الكبير الشرقي



واد زيز موحٍ، يوحي لك، دوما، بوجوب الاستعداد النفسي لمواجهة خطر محتمل، ولو في الانقلاب الصيفي، أو سماع خبر مؤسف، سقوط ضحية واحدة أو ضحيتين في زمان وجيز. فالواد حاضر كمؤشر سلبي، ليس في خطورة عبوره أو السباحة فيه، بل في تخلف التنمية عامة. إنه حاجز طبيعي طالما يحاصر السكان، ويعطل المدارس عن العمل، ويهلك الحرث بالتعرية المتمثلة في النحت، والإرساب. ولا غرو، فقد ظل الواد مدة طويلة بدون هوية ثقافية، وحسبنا أن المؤرخ البكري زعم بالباطل أن مدينة سجلماسة بنيت على واد ملوية، وأورد ذلك الدكتور محمود إسماعيل في كتابه الخوارج في بلاد المغرب، بدون نقد ولا تمحيص. ولقد أريد لواد زيز أن يختفي في المصادر التاريخية، إلى حدود القرن السادس عشر.
لقد أعلن عن شهرة واد زيز ببناء سد الحسن الداخل، ولم يعلن عنه لما يهلك النسل: موت امرأة وطفلتيه في بحر هذه السنة 2015، وموت طفل آخر بقصر كراندو بعد ذلك، وموت طفل ثالث يوم السبت 20 من شهر يونيو من العام 2015. وأما الحرث فظل واد زيز بدون جدران واقية، وإن بني بعضها في برنامج (فيدا)، فهو وليد الصفقات المشبوهة، والدليل في الميدان.
سيظل واد زيز مدة طويلة مؤشرا عن تخلف التنمية بجبال الأطلس الكبير الشرقي.