يجري في الحال
إعادة بناء الطريق الجهوية رقم 706 الرابطة بين الريش وإملشيل، في الجزء الرابط
بين الريش ومركز امزيزل. ولقد حصل شق هذه
الطريق ابتداء من سنة 1922 بعيد معركة الطيارة، بشمال مركز الريش، ومعركة سيدي
بوكيل التي أشار إليها سبيلمان، بغرب المركز. والغاية من الطريق نقل الجنود وآلية الحرب
لاستعمار الأطلس الكبير الشرقي، فالطريق أحدثت لغاية أمنية، غاية الترهيب بعد فشل
أسلوب الترغيب. وأحدث بمركز امزيزل منعطف يسمى بالأمازيغية (نيمرو)، وهو نطق ألكن
للكلمة الفرنسية (Numéro)، فمنه انعطفت الطريق يسارا
نحو أعالي غريس (أسول، وأملاكو)، ويمينا نحو إملشيل، عبر أموكر، وأوتربات، وبوزمو.
وفي الستينات من
القرن الماضي جرى تعبيد حوالي 15 كيلومترا، من الريش في اتجاه إملشيل، ثم توقفت
الأشغال، بعض الوقت، واستؤنفت سائرة سير السلحفاة إلى أن انتهى تعبيد الطريق، وبلغ
الشريط المعبد مركز إملشيل، في أواخر التسعينات من القرن الماضي. ورغم ذلك، وكما
كان منتظرا، لم تكن أشغال الطريق سليمة، فقد انجرت عنها انهيارات متعددة، بعامل النحت
والإرساب، أضرت الحقول المجاورة، وقبل ذلك، ما كانت الأشغال التي جرت في أشواط
متعددة وليدة صفقات سليمة قائمة على النزاهة والشفافية. فالطريق غير سليمة من حيث
المخاطر يوم نزول المطر، إذ طالما شكلت مصدر حصار. ويعنينا أنه لما انطلق إعادة
البناء، ونتمنى أن تكون شاملة، لاحظ المواطنون التوسيع، وبناء أسوار بشفاه الحفر
والحواف، وأضيفت قنوات جديد لتصريف مياه الأمطار في عدة مواضع، وقالوا في ذلك كله
حسنا. لكن الذي لم يستحسن، أن هذه المصاريف بما هي أنفاق في شتى المواضع لم تُبن
مداخل بالوعاتها ومخارجها، مما يجعلها مصدر نحت مستمر مهول، سيما وأن المنطقة تعرف،
مع التغيرات المناخية الحاصلة، نزول أمطار إعصارية طوفانية، وكل ذلك قد يؤدي إلى
انهيار البناء في القريب العاجل. فهل هناك من منبه إلى استحضار البعد البيئي قبل
فوات الأوان؟
لحسن ايت الفقيه