mercredi 9 mars 2016

رسالة إلى روح الفقيد عمر السعدي بفيجيج



نعيدك إلى الذاكرة التي تأبى نسيانك، رغم أن زيارتك في قبرك، بمقبرة فيجيج الجميلة ذات المواصفات الثقافية، لم تحصل بعد.

 وأعتقد أن ذلك حصل يوم تلكأت عن عيادتك حيا، ولم تجر تلك العيادة حتى دنا أجلك  في شهر يناير من سنة 2014. لقد حييتني، وقتها، بالإشارة وأدركت وجودي بجوارك، في عيادة الزهور بحي حسان بالرباط، لكن وقع المرض الخبيث الذي يضاهيه وقع المسكنات التي أرادوا بها أن يغالبك بها النوم، ويغشاك النعاس، ويستحوذ السهو على مشاعرك. وكل ذلك، جعل الصديق محمد الهكاري، وهو أكثر مني تقديرا للتواصل، يطلب رقم هاتف الاتصال من أختك. ولا أشك، في كونك يقرع جرس الهاتف سائلا عنك. وأما والدتك، فقد أدركت بأنك ستنسحب بهدوء كدأبك، كلما أحسست بأن المقام لا يلائم المقال. كانت لتلك اللحظة وقع [اسم كان مؤخر] يرينا أن المنعطفات التاريخية طالما تصنع قرابة بين الإنسان و الإنسان، تفوق تلك القرابة بين الإنسان والأرض.
لقد كنا ننتظر وفاتك وفي مثل هذا الوقت من سنة 2014 سمعنا صوت الناعي: لقد طاح عمر السعدي. وللكلمة مغزى يفوق الموت والهلاك والقتل، وإن كانت تفيد الهلاك. إن خبر موتك يفيد أنك انسحبت بهدوء وصمت، وإن أحسن أحدهم في تأبينك بصوت الخطيب المقتدر، لما وقف عند مساهمتك في دينامية جبر الضرر الجماعي بواحة فيجيج، وفي العدالة الانتقالية المغربية، ووقف عند حسناتك كنحو مكابدتك من أجل فيجيج أو إفجيج بالأمازيغية التي تعني مستودع الخصوبة وبؤرة الحياة. لقد هدأت والدتك إذا قارنا قسمات وجهها بين لحظة تقديم العزاء بفيجيج، ولحظة عيادتك بعيادة الزهور بحي حسان بالرباط، وقد تكون قد نفضت الحزن بعد مسلسل طويل من معانتك مع المرض وهي بجانبك كاظمة الغيظ أحيانا وباكية في أحايين أخرى. وفي جميع الأحوال، لا بد من نفض الحزن ورفع شعار استمرار الحياة، رغم ذلك. نأمل أن نعود لزيارة قبرك، مادمت حاضرا معنا روحا لا جسدا                                    

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire