تفيدنا القمم الجبلية المشرفة على مقعرات محتضنة الواحات الباردة بجبال
الأطلس الكبير الشرقي، في ضبط المواقيت ومنازل الشمس، حسب فصول السنة، وضمنها تجري
معلمة فلك البروج. كيف ذلك؟ إن جميع سكان الجبال لاحظوا بمحيطهم القمة الكائنة
بأقصى الجنوب الشرقي، والتي تسطع فوقها شمس الشروق، يوم الانقلاب الشتوي (21 من
شهر دحنبر بالتقويم الغريغوري)، والقمة المقابلة لها بجهة الجنوب الغربي، حيث تغيب،
وجلهم لاحظ القمة الكائنة بأقصى الشمال الشرقي التي عليها يحصل الشروق في الانقلاب
الصيفي (21 من شهر يونيو بالتقويم الغريغوري)، والقمة المقابلة لها بأقصى الشمال
الغربي حيث الغروب. وبين أقصى مسار الشمس الشمالي في حركتها الظاهرية صيفا، وأقصى
مسارها الجنوبي شتاء، يحدد فلك البروج (Zoodiaque)
على سطح الأرض، في بساط المقعر الجبلي.
وقياسا على ذلك نلحظ وسط الخط العرضي الممتد من الحد الشمالي لمسار كوكبات/البروج
(constellations) إلى الحد الجنوبي لمسارها نقط
تقاطع مع مسار الشمس في الاعتدالين الربيعي والخريفى، وتتناسب قبلة الصلاة مع مسار
الاعتدال، ذلك أن معظم السكان لا يفتأون يبنون المساجد ابتداء من الاعتدال لتحديد
القبلة. وهناك مسارات تبين زمان الحرور ومسارات توضح زمان البرد. وبالمقابل هناك
قمم تحدد زوال الشمس، وأخرى تبين وقت العصر، مع استحضار ثنائية الظل والضوء. وإلى
جانب حركة الشمس الظاهرية ترصد حركة النجوم، الممكن إدراكها بالعين المجردة، داخل
نطاق فلك البروج، انطلاقا من مرورها بمحاذاة القمم، وبها يجري تحديد وقت السحور، وإعلان
قرب مطلع الفجر.
لحسن ايت الفقيه
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire