dimanche 30 octobre 2016

أقرباب- يشبه الحذاء




حدث أثناء إلقاء مداخلة سمتها «الطوبونيميا الأمازيغية بين الوصف والوظيفة» ضمن ندوة حول «الثقافة الأمازيغية بجهة درعة تافيلالت قراءة في المسارات والتحولات»، والتي حصلت بالمعرض الجهوي للكتاب بمدينة الرشيدية يوم 20 من شهر أكتوبر من العام 2016 أن لاحظ أحدهم حول الطوبونيميا الزناتية بالجنوب الشرقي أن كلمة (أقرباب) لا تعني الحذاء، ولم يفيدنا بماذا تعنيه، شأن ذلك المتسائل شأن أحدهم تساءل مستفزا، يومها، إرضاء لفتاة جلبها الفضول المعرفي لتلفى المقعد بمحاذاته، ولم ينتظر، ذلك الشاعر، الجواب، إذ انسحب. لذلك أحب أن أرضي فضول صاحب السؤل عن (أقرباب) لأريه هذه الصورة، بعد استخراجها من الأرشيف، إنها صورة جبل يعلو من الوسط كالخف، وهو نوع من الحذاء. يقع بحوض زيز في مجال جماعة امزيزل بإقليم ميدلت.

لحسن ايت الفقيه

زيارة قبر صديق تقدير رمزي عاطفي ذو سياق ثقافي




حصل، عقب استقصاء معلومات حول موضع القبر من أرملته والذي صاحبه تجديد المواساة، وبعد تدقيق السؤل مع السيد حفار [توظف بصيغة المبالغة] القبور بمقبرة الولي سيدي علي أسهلي بمركز الريش، أقول حصل تحديد قبر الصديق موحى الدوج، والترحم عليه، رجاء في المواظبة على زيارته [الضمير يعود على القبر]. إن من أحسن ما حملته الطريقة الصوفية التيجانية، بعض تعرضها لبعض الاجتهادات الشاذة، أو وفق السياق الثقافي الأمازيغي، التقدير في الممات أيضا، وإنها قيمة رمزية حسُن اعتمادها ثقافيا، بقطع النظر عن مدى علاقتها بالنحلة ولا أقول الملة، تجنبا لأي نقاش، أرغب عن الغوص فيه. وباختصار، من لا يستطيع أن يعبر عن عواطفه فهو جبان.
الزيارة كانت مقررة من قبل، بالتنسيق مع الصديق عزيز بستوت، والذي تربطه، مع الفقيد، أيضا، علاقة تقدير عاطفي، لكن الإكراه أنه جرى ريث الدفن، أن انشغلت في تلقي التعازي، دون الانتباه إلى معلمة القبر، لذلك حصل تأخير الزيارة منذ وفاته يوم 23 من شهر يوليوز من العام 2016، إلى هذا الحين.
الزيارة ذات صلة بالرمز، وبالذاكرة، وبالإخاء المتواصل فاق 20 سنة. وقبل ذلك كان الصديق موحى الدوج من الذين قدروا الواجب، وأدوا الأمانة على وجهها. أتذكر أني رافقته في مهمة تربوية في شهر مايو من سنة 2003، على صيغة رحلة إلى إحدى المدارس الفرعية بأقصى شمال غرب إملشيل، بقرية (إمي ن تاقات)، تقطنها عشيرة إكساسن من بطن قبيلة أيت يعزة وهم من أيت حديدو، وأما القرية فتنسب إلى أيت علي سو، وهي أحد مواضع كروان القديمة. وكان المسير يتطلب منا، سيرا على الأقدام، ست ساعات ذهابا ومثلها رواحا، سيرا على الأقدام. قضينا الليلة هناك، وبعد آداء المهمة، في صباح اليوم الموالي، رجوته أن نغير اتجاه الطريق لإجراء بحث في مقابر قبيلة كروان، علما أن أيت حديدو لا يدفنون موتاهم بموضع (إمي ن تاقات). وكنت يومها أعد دراسة حول المزارات الطبيعية والبشرية. هنالك، وفي بساط مقابر كروان، لاحظ الصديق موحى يومها أن زوجا من طائر الغراب، يطوف بنا، فاستفسرني في الأمر، فأجبته أن الغربان في هذه المنطقة، وبمحيط بحيرة إزلي لا تفتأ تبحث، عن الطعام ، أي:  لحم الجثث. وما كانت الغربان لتشهد عن معانتنا في آداء الواجب، أفصح الصديق موحى يومها، لأنها ندير شؤم، إن هي إلا طيور كاسرة. أقول لروح الصديق موحى الدوج سأنعق بالقلم، كما نعقت تلك الغربان طمعا في الطعام،... سأنعق خدمة لواجب الصداقة، ولأبلغ باللسان البشري، وبالصوت الواضح أنك سافرت، عدة مرات وفي رحلات خطيرة، لتؤدي الواجب، لتخدم التعليم بجبال الأطلس الكبير الشرقي. ولقد أديت الأمانة على وجهها وبلغت الرسالة، وسنظل نتذكرك إلى  حين الالتحاق بك، وكلنا في دار الموت.

لحسن ايت الفقيه

vendredi 28 octobre 2016

الأستاذ عبد الرحمان محبوب المسؤول مهندس الماء والالتقائية




الأستاذ عبد الرحمان محبوب، مدير وكالة الحوض المائي زيز، كير، غريس، معيذر، من المسؤولين المنفردين بخاصية الانفتاح. حضر في ندوة «التغيرات المناخية والتنمية المستدامة بالواحات المغربية» التي نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، بقاعة فلسطين بالرشيدية يوم الجمعة 28 من شهر أكتوبر من العام 2016 ، أقول حضر في الندوة، من التاسعة صباحا إلى الثامنة ليلا، مشاركا متدخلا مجادلا بمقارعة الحجة بالحجة. ويبتغي من الوكالة أن ترقى إلى مصدر موثوق للمعلومة حول الماء والمناخ، وتصبح آداة لممارسة الالتقائية. الأستاذ عبد الرحمان محبوب يستحق، منا، التحية والتقدير.

لحسن ايت الفقيه

samedi 15 octobre 2016

محراب الزاوية الوكيلية بحوض زيز وبقايا التوازن بين الروحي والدنيوي




سيختفي هذا المحراب بعد قليل، ولم يعد يؤدي وظيفته التي ظل يؤديها منذ العصر الموحدي. ولنا في هذا الشكل المعماري نظيران بالأطلس الكبير الشرقي، أحدهما بقرية سعد الله بتولال التي أضحت تسمى أيت مومو، والثاني بالزاوية الوكيلية – وهو الذي يبدو في الصورة- وكلاهما يعود إلى العصر الموحدي. ضخامة المحراب في الفلوات يعكس قوة الإمام الرمزية ودوره في سياق الدعوة الموحدية. وفضلا عن الجانب الإيديولوجي الدعوي دعم الموحدون النظم العرفية، وأضحت الجماعات السلالية، منذ عهدهم، تتحكم في المجالات الوظيفية للقبائل، وكان عبد المومن بن علي الكومي، هو من تخلى عن تلك الأرض الخراجية، لأنها لم تعد كذلك، فأصبحت سلالية. إن قوة الإمام الرمزية تضاهي قوة الشيخ القبلي، وتشبهها، وفي ذلك التوازن حكمة تتجلى في التمييز بين الأشياء. فلا خلاف بينهما سوى في كون هذا روحيا أخرويا، وذاك سلطويا دنيويا. ولكلتا القوتان وقع إيجابي على مسار النظم العرفية وتوازنها.وفي العصر الموحدي نهض ابن رشد ليفصل بين الحكمة والشريعة، ويفصل بين الصناعات، حيث قال: (ولما كان لكل صناعة مبادئها، وجب على الناظر في تلك الصناعة أن يتسلم بتلك المبادئ).
إن محراب الزاوية الوكيلية يرجعني لأستلهم ممارسة الدولة الموحدية. فرغم البطش الذي برعت فيه، فصلت بين المهام. وبعيدا عن شأن الإمامة والخلافة لدى الموحدين كسب محراب الزاوية الوكيلية مكانة  في الذاكرة. فهناك أمّ بالناس أجدادي، وعقبهما ثلاثة أعمامي. وقد يختفي ذاك المحراب، لأن كسح المكان آت بلا شك، وما أكثر الأماكن التي حصل كسحها، بلاشك، ولم تحافظ على ذاكرتها.

لحسن ايت الفقيه

mercredi 12 octobre 2016

في أخلاق المقاهي وثقافتها








في «رسالة الغفران» لأبي العلاء المعري، وفي حديثه عن الجنة، على مستوى الخيال لأن الشاعر الأعشى الذي دخلها بقياس الرسالة، أعتقد أنه لم يدركه الإسلام،  تبين أن لكلمة قهوة في اللغة العربية معانيَ [اسم أن مؤخر] أخرى. مشتقة من الإقهاء أي الكره، ومنه أقهم عن الطعام كرهه. ولقد أطلقت القهوة في بداية الأمر على الخمرة، لأنها تقهم عن الأكل، أو على الأقل نوع يقهم عن الأكل. ثم أطلقت على البن الممزوج بالحليب [قهوة حليب] كما نسميها في المغرب. ويسمى المكان الذي يشرب فيه البن الممزوج بالحليب المقهى، وهو الآن عبارة عن صالون المشروبات. كل الأدباء والمفكرين، منذ عصر النهضة، أو منذ ظهور مدن الباروك، لهم علاقة بالمقهى فهي فضاء للتنادي والتأمل والتفكير الفلسفي. لقد تمتعت باللقاء مع الأصدقاء بالرشيدية إلى درجة الإقهاء، ونقول باللسان الدارج [تكهمت] بكاف معقودة، أي، أقهمت [بضم الهمزة]، الإقهاء مع الأصدقاء محمد أكوجيل، وزايد أوشنا، وعزيز فهمي، مساء يوم الثلاثاء 11 من أكتوبر من العام 2016.