بتوجيه من السيد عثمان
عوي، بصفته مسير المحفل، أقدم الأستاذ مولاي أحمد العمراني على تقديم مداخلته
بالعربية والأمازيغية، سؤلا في تيسير الفهم، في الفقرة الثانية من اليوم الدراسي
حول الوساطة المنظم لفائدة البرلمانيين، رجالا ونساء، الذين يمثلون جهة درعة
تافيلالت بالجنوب الشرقي المغربي. وانتظم اللقاء، الذي صادف يوم السبت 23 من شهر
شتنبر من العام 2017، بمدينة ورزازات، في ثلاث فقرات: فقرة الافتتاح، وفقرة
المداخلات، وفقرة الورشات. وفي فقرة المداخلات التي غشيت الوساطة مفهوما وتجربة
أدرجت مداخلة الأستاذ مولاي أحمد العمراني لخبرته الدقيقة في الوساطة بالمحيطات
المنجمية بالجنوب الشرقي المغربي، ولاستفادته في التكوين في الوساطة. وقبل ذلك، ما
كان للفعل الجمعوي بالجنوب الشرقي أن يستغني عن خبرة هذا الرجل في الآداء.
«صباح الخير، نزولا عند
رغبة السيد عثمان عوي، هل تفهمون الأمازيغية؟ كلنا سمع، في الكلمة الافتتاحية
للسيد عثمان تلك القصة التي وقعت لنا في الدار البيضاء»، وهي لقطة مهمة في
التواصل، يحسن، إعادة سردها نقلا عن السيد عثمان كلمته الافتتاحية، يومها السبت 23
من شهر شتنبر من العام 2017. قال. «...أريد أن استحضر مذكرا بإحدى وقائع لقاء
شاركت في مجرياته بالدار البيضاء حول المسؤولية الاجتماعية للمقاولات، حضر معي
الأخ إدريس [يقصد السيد إدريس فخر الدين] والأخ مولاي أحمد العمراني وباسكال [يقصد
السيد باسكال جيمبيري Pascal Gemperli، وسيط تابع للمعهد السويسري لتدبير النزاعات وإرساء
السلام Center-
æ]، ولوحظ في اللقاء أن مدراء ومهندسين ظلوا يتحدثون باللغة الفرنسية، ولما تدخل
أحد المواطنين، بما هو يمثلون السكان والجماعات السلالية، قال بالأمازيغية «Hat ur nassin madv ttinim»، أي: إننا لا نعرف ماذا
تبسطونه في حديثكم.أجابه أحد
المهندسين يعرف الأمازيغية، قائلا:«Je comprend ce que vous voulez»، أي: «إني أفهم ما تريدونه»
بالفرنسية. «ودرءا [ودرءً، كلا الرسمين صحيح] لإشكال التواصل، هل تفهمون الأمازيغية؟»،
يضيف الأستاذ مولاي أحمد العمراني الذي أعاد قصة الدار البيضاء. تراءى أن كل
الحاضرين يفهمون الأمازيغية، وفي جميع الأحوال، ود الأستاذ مولاي أحمد العمراني أن
يبسط مداخلته باللغتين كلتيهما، لكن المتن فرنسي. «... إن سكان المحيطات المنجمية،
كنحو السكان المنحدرين من موضع بووزار، غير قادرين على تحديد المؤشرات باللغة
الفرنسية. حضر، في يومها، بالدار البيضاء، حوالي 17 مقاولة كانوا يعرضون تجاربهم، في
المسؤولية الاجتماعية، باللغة الفرنسية.. يعرضون المؤشرات والأهداف. كنا جالسين في
الصفوف الأخيرة من القاعة، بهندامنا
اللائق (معطف وربطة العنق) وكانوا يعتقدون أننا من السكان، وبالفعل رشحنا، لحضور
لقاء الدار البيضاء، ممثلي المجتمع المدني، لما نشأنا نتدخل وظفنا اللغة
الأمازيغية لنريهم أننا لن نتفاهم، مادام ممثلي السكان بالمحيطات المنجمية لا
يعرفون اللغة الفرنسية، ولا يحق التعامل مع المواطنين والمواطنات بهذه الطريقة.
وتدخل السيد عثمان عوي، يومها، بصفته مواطنا من مواطني إقليم تنغير بالأمازيغية،
لينقل لهم أنه لا يعرف ما يقولونه: (Pat
ur ssinv may tnnam) »، أي: «إني لا أعرف ما قلتموه»
بالأمازيغية»... «إني مواطن عادي لم أفهم شيئا. ولقد تعمدت إعادة سرد الطُّرفة لأفسر
أكثر أن إشكال التواصل، هو الذي طبع التفاوض بالمحيط المنجمي سنة 2012»، يريد أن
يبين الأستاذ مولاي أحمد العمراني أن الوساطة بالمحيط المنجمي تصادف الأبواب
المسدودة، في غياب التواصل. «... ومنذ وقتها شرعنا في إنجاز برنامج المحيط المنجمي،
الذي شمل ثلاثة أقاليم: ورزازات، وتنغير، وزاگورة»،
بسط في الشريحة (Slide)
الثانية خريطة هذه الأقاليم « التي يتركز فيها التوتر، والإشكاليات الكبرى، لتوافر
المناجم [الصناعة الاستخراجية]، ويمكن أن نعدها بشكل جماعي: البليدة، وبووزار
بإقليم زاگورة (بووزار بين ورزازات وزاگورة)،
وهناك بوسكور،..وأريد أن أتحدث فقط عن المناجم التي أنشأنا معها علاقة اتصال ضمن
البرنامج المذكور. وهناك بوسكور، وإيميضر، ومجران (بونحاس الكائن بحصية). ففضلا عن
توافر المناجم بالمنطقة، هناك أحداث، إن كنتم تتذكرون، وقد سلف للأستاذ عبد الرحيم
شهيد أن فصل فيها القول، أحداث سنة 2010، التي تسمى الربيع...والتي صادفت أحداث
منجم إيميضر، حيث التوتر عميق. وحصل توتر آخر بموضع بووزار. وفي سنة 2011 نشأت
حركة على درب 96، وفي سنة 2012- وبالضبط في الموسم الدراسي 2011- 2012- لم يتردد
تلاميذ الموقع المنجمي إيميضر على المدرسة، بل عزف تلاميذ الجماعة الترابية جميعهم
عن الدراسة، تعبيرا عن الاحتجاج،... وأقصد كل المستويات الدراسية: الابتدائي
والإعدادي والثانوي... وبعبارة أدق، حصلت ستة بيضاء. ولن أطيل عليكم، انعقد لقاء
بمدينة ورزازات، جلسنا على هامشه، نحن جمعيات المجتمع المدني، بجميع مناطق الجهة،
متى حصل ذلك اللقاء؟ أوجه السؤال للسيد لحسن أيت الفقيه لذاكرته القوية»، حصل
اللقاء يوم السبت 18 من شهر فبراير من العام 2012، صادف وفاة الماهن الجمعوي محمد
بلكوح. « نعم، في مساء يومها حصل الاجتماع مع السي الشراد، ومع ممثلي مناجم،
والذين هم في مواجهة الصورة الغامضة، بعد أن نظموا 16 جولة من المفاوضات مع سكان
المحيط المنجمي بإميضر، وخمس (5) جولات بموضع بووزار، بحضور السلطات العمومية، ولم
يتوفقوا في بلوغ أي نتيجة. دام التوتر طويلا، واسمر الاعتصام بجبل ألبان (بباء
مضعفة)»، تعني ألبان بالأمازيغية المركز، أي: وسط الفقص الصدري، بالضبط. « واعتصم
سكان بووزار، وكانوا قضوا ثلاث ليالي معتصمين فوق الحزام الناقل للمادة المنجمية
(السمطة). ولا أنكر، أننا نحن المجتمع المدني، في غفلة أيضا، لمواجهتنا العتمة، أو
الصورة الغامضة. حصل نقاش معقلن: ماذا يريد المواطنون؟ وماذا تريد مناجم؟ وما هي
الأدوار والمسؤوليات التي يقضيها الظرف، ويقتضي الواجب استحضارها؟ وما هي مسؤولية
المجتمع المدني؟ هنالك نشأت العتمة تنقشع، وبدأت الرؤية تتضح. وأذكركم بفرض أسلوب
الوقاية المدنية في إطفاء الحريق: توفير ميزانية مناسبة إعداد مشاريع، وانتهى الأمر.
ولقد رفض المجتمع المدني هذا الأسلوب، وإني من بين الراغبين عن هذا الأسلوب
[المشاريع طفيو الصداع]، باللسان الدارج. ولا أحد من الحاضرين عن المجتمع المدني
راغب في إعمال هذا الأسلوب. والحال، وجبت مأسسة التدخلات»، بسط الأستاذ مولاي أحمد
العمراني هذه العبارة باللسان الفرنسي. قال: «وجبت مأسسة التدخلات بشكل تشاركي بين
المواطنين والمواطنات. ولقد تقرر في ذلك الاجتماع الهامشي، عقد لقاء موسع لجميع
الفاعلين، والذين لهم علاقة مباشرة وغير مباشرة بالموضوع، موضوع التوتر بالمحيط
المنجمي، ولقد جرى تنظيمه من يوم الجمعة 20 من شهر أبريل من العام 2012، إلى غاية
22 منه، بمدينة زاگورة»، ورد في متن المداخلة أن اللقاء شارك فيه فاعلون:
الأنسجة الجمعوية، واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، والطرف المشرف على الشأن المنجمي
(مناجم)، وممثلو السكان. «وكان الفريق المنظم فائقا لقدرة أعضائه على جمع جل
المعنيين، من ذوي الارتباط بالشأن المنجمي، وتنمية المحيط المنجمي. ولم يكن لقاء
وقتها طمعا في المصالحة وتبادل الأفكار، فهو لقاء الإنتاج، لبرمجة ورشات التخطيط
التي تلت فقرة المداخلات. ولقد حوت الورشات التعدد، أي: إنك تصادف في ورشة واحدة
من هم مع الشركة، ومن هم ضدها، سكان بووزار، وسكان إيميضر، وسكان لبليدة، والحركة
على درب 96، والجمعيات. هناك تمثيلية متعددة جامعة مانعة في كل الورشات. وحصل
إنتاج مخطط جرى تقسيمه من بعد، في لقاء جرى تنظيمه بمراكش [يوم 07 من شهر مايو من
العام 2012]، إلى مستويين: مستوى ذو طبيعة استعجالية، وافقت شركة مناجم على تمويل
مخطط سنة واحدة صادفت نهاية سنة 2012 وسنة 2013، قدرت ميزانية المخطط 11 مليون
درهم. ورام المخطط الاستعجالي بناء الثقة، وتحويل العلاقة من علاقة الزبونية
والمحسوبية، يطبع التوتر، إلى علاقة مؤسساتية، علاقة ود وثقة. وسأنتقل مباشرة لسرد
تجربة المخطط الاستعجالي»، وتبين أن 37 مشروعا تخظى بالأولوية. «حصل في البدء
تشكيل فريق يتكون من السادة، إدريس فخر الدين، وعثمان عوي، والحسين أوسقل، لم بحضر
معنا، ومحمد ايت خويا، وعبد الصادق عطار ومحمد أو لحسن، وكنت عضوا في ذلك الفريق.
وضمن أعضاء الفريق عناصر نسميهم (الكالات)، أي المتكاءات، ننادي عليهم كلما
واجهتنا مهمة عياء، وهم السيد لكبير أوحجو، والسيد أحمد توفيق الزينبي، والسيد عبد
اللطيف قاسم، والسيد أحمد شهيد، نناديهم فيساعدوننا في منهج مواجهة المهمة العياء.
ولقد تمكن الفريق من عقد لقاءات مع المواطنين، في المعتصم وفي الفضاءات الجمعوية،
فدونوا إرب السكان في المخطط الاستعجالي. واجهنا إشكالا كبيرا بإيميضر لانعدام
الثقة نهائيا. وقد واجهنا إشكالا مفاده مدى مواصلة العزوف الكلي عن الدراسة، في
نهاية الموسم 2013-2014. واجهنا هذا الإشكال لأن مداخلنا حقوقية بامتياز. ولقد
توفق الفريق في إقناع سكان إيميضر بالكف عن مقاطعة الدراسة، مع الحفاظ على ماء وجه
الحركة على درب 96، لكي لا تشعر بما يفيد الانهزام، في شكلها الاحتجاجي. لذلك اهتدينا
إلى تنظيم مخيم، يخصص لدعم التلاميذ ليستدركوا ما ضاع لهم يوم المقاطعة، ويدركوا
الركب الذي سبقهم. ويرجى من المخيم العلاج النفسي، أي: التخفيف من الوقع السيء
الذي تركه العزوف الاضطراري في نفوسهم. خصصت للمخيم ثلاث مواقع: موقع إيميضر مخصص
للأطفال الصغار، الذي لم يتجاوز سنهم تسع سنوات. كانوا ينقلون بناقلة مخصصة
للغاية، في ثلاث فترات، وأشرفت عليهم حركة على درب 96 بشكل مباشر. وسافر من تراوحت
أعمارهم ما بين تسع سنوات و14 سنة إلى قلعة مگونة، لأشرف عليهم رفقة الزميل عثمان عوي.
وأما الذين تجاوز عمرهم 14 سنة فقد سافروا إلى مدينة أگادير، ليشرف على إقامتهم
مناجم والتعاون الوطني. وللإشارة فالحركة حاضرة في التدبير في المواضع الثلاث:
إيميضر، وقلعة مگونة، وأگادير. ولقد واجهنا عدة مشاهد ونحن نؤطر المخيم...، كأن
يتوجس السكان من احتمال تسمم أبنائهم، وطوقت المخيمات بسيارة من ينتمون إلى حركة
على درب 96 وسيارات أجهزة الدولة، والصحافة. إنها تجربة خطيرة للغاية. إن ما يفيد
في التجربة استرجاع الأطفال لنفس المدرسة، وقد تتبعنا مسارهم الدراسي، وألفينا
أنهم يحصلون على نقط جيدة. لن أعطي الأرقام، وسأمكنكم من نص المداخلة، لتطلعوا على
التفاصيل الصغيرة. وصرفت ميزانية 11 مليون درهم في مشاريع الماء، وبناء الخطارات،
وإعداد مشاريع التمدرس، والدخول المدرسي، وكل النفقات من دعم مناجم. وباختصار، كل
ما جرى تخطيطه في لقاء 07 من شهر مايو من العام 2012، أصبح إنجازه على وجهه». وقد خصص
لموضع بووزار، (جماعتان ترابيتان يعيش فيهما حوالي 27000نسمة)، 19 مشروعا. وخصص لموضع
البليدة (جماعة قروية واحدة تعيش فيها 5000 نسمة)، 8 مشاريع. وخصص لموضع إيميضر
(جماعتان ترابيتان تعيش فيها 13000 نسمة) عشر (10) مشاريع. و«أما المستوى الثاني من المخطط، فهو المخطط
الإستراتيجي الذي نظمت حوله الندوة الصحافية بالرباط، حضرته الحركة على درب 96. وطبع
يومها ضعف التوتر، إذ تراءت شركة مناجم تعمل بشكل مرتاح، ولم تعد أجهزة السلطة
تشدد المراقبة. ومكننا بعض الوقت للاشتغال على المخطط الإستراتيجي، الذي خصص له 105
مليون درهم. وكان مقررا أن نواكب إعداد المخطط، وننسحب بعد الشروع في أجرأته. وفرضنا
على الشركة أن تخصص أطرا ينقطعون للعملية التنموية، وقد استجابت لذلك، فعينت وسطاء
تنمويون. إن ما بقي في المداخلة تقني: الأهداف، والنتائج المتوقعة. وكم قلت لكم
صاحب العملية زخم إعلامي. وأريد أن أذكر، فقط، نشر المقابلة بين الأستاذ باسكال جيمبيري Pascal Gemperli ، وجريدة سويسرية. وأقدم أحدهم على تدوين تعليق يدعي فيه أن لا شيء أنجز
بالمحيط المنجمي، واضطر بعض المناضلين التابعين للنسيج الجمعوي للتنمية والديموقراطية
للإجابة بالوثائق والأرقام. سقت هذا المثال لأؤكد لكم أن العملية صاحبها زخم
إعلامي الذي يحيط بتجارب من نوعها. شكرا لكم أتمنى أن أكون قد بلغت بعض المعطيات
حول التجربة».
لحسن ايت الفقيه
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire