vendredi 13 octobre 2017

وثيقة تدعم بقوة أن أيت مجيلد كانوا ينتجعون مراعي جبال الأطلس الكبير الشرقي





توصلت من الصديق محماد لطيف، مشكورا، وهو أستاذ التاريخ بجامعة ابن زهر بأكادير بوثيقة وسمها كاتبها في السياق أنها ميثاق الوقار والحماية لأبناء أبي يعقوب بن عبد الله أمغار. والوثيقة غير تامة في الغالب لخلوها من تاريخ التدوين، ومن اسم كاتبها، فوق أن الجملة الأخيرة، «...والشيخ العربي بن حمّ على الصباح»، أي: عرب الصبّاح، توحي أن هناك كلاما آخر يتوجب إضافته، وربطه بما سبق بواو العطف. ولما يغيب الزمان في الوثيقة ويتغافل كاتبها عن ذكر المكان، فإنه من المتعذر استفراغ مضمونها واستثماره. ورغم ذلك، يمكن الولوج إلى الوثيقة ببذل مجهود كبير في استنطاق الرواية الشفوية، والاستثمار الجيد للشذرات المتوافرة المضمنة في إشارات تنقل القبائل، من جنوب المغرب إلى شماله.
       ذكرت الوثيقة شيوخ قبيلة بني امجيلد الصنهاجية المتلزمين بالميثاق، ومنهم:  محمد أشريف ممثل أيت مسعود، ومحمد بن عمر نايت حمد أحقي، والشيخ محمد أحمد على أيت حمو وسعيد.... والشيخ سعيد بن بوزيان على أيت الياس، والشيخ علي أعمر على أيت واحي، والطالب بن عمر أشعير على أيت مولي، وغيرهم.
وأما الملتزمون من قبيلة أيت عياش فهو الطالب محمد نايت أمحلي، وعن قبيلة أيت حديدو الشيخ أديش أعتو وعمر. وأما الملتزمون من أيت مرغاد الشيخ اسو أوميمون، والشيخ عبي أعلي أيت امحمد. وعن قبيلة أيت عطا الشيخ أزلي، والشيح الحاج أكناو. والتزم من قبيلة العرب لكراير [وهم عرب بني معقل] الشيخ حمان بن الغازي، وعن عرب الصباح الشيخ العربي بن حمّ.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه القبائل مجاورة لموضع استقرار أبي يعقوب بن عبد الله أمغار، والمعروف حاليا بسيدي بويعقوب؟
دفن سيدي بويعقوب قرب موضع صخر أسول [صخر لكرانيت بالأمازيغية] بأعالي غريس، والذي تحول إلى مركز حضري بإقليم تنغير. ومادام أبناؤه يشكلون أقلية عرقية فهم مدعوون، في الغالب، لالتزام الاستقرار، كدأب جميع الأقليات العرقية المستقرة بجبال الأطلس الكبير الشرقي.
تؤكد الوثيقة التي حصل عليها الفرنسي گوفرور من الزاوية الوكيلية، بحوض زيز، أن أيت إدراسن كانت تستوطن أعالي زيز في حدود القرن السادس الهجري. ومعلوم أن عياش تنتمي لفيدرالية أيت إدراسن. وثبت من خلال وثائق الزاوية العياشية، الإحياء والانتعاش، أن أيت عياش استقر بها المطاف بمركز أيت يعقوب قبيل تأسيس الزاوية العياشية سنة 1635 ميلادية. ولما استقرت بمركز أيت يعقوب بعض الوقت، وكانت ذات عصبية ضمن تحالف أيت إدراسن فقد تكون خدمت أبناء أبي يعقوب بن عبد الله أمغار يوم ظهورهم بالمنطقة في القرن السادس عشر.
وعن أيت حديدو التي قدمت الحماية المذكورة في شخص الشيخ أديش أعتو وعمر (أيت عتو وعمر من أيت إبراهيم الحديديوية)، نفصخ أن القبيلة لم تظهر بجبال الأطلس الكبير الشرقي قبل مجاعة سنة 1522 ميلادية. ويمكن لهذه القبيلة أن تقدم الحماية في حدود أواسط القرن السادس عشر، أو بداية القرن السابع عشر. والقبيلة مجاورة لموضع أسول من جهة الشمال والشمال الغربي. وأما قبيلة أيت مرعاد فلا تزال تجاور موضع.
وأما قبيلة بني امجيلد الصنهاجية فأخذت اسمها في موضع أمجيلد بين أيت هاني، وأكدال، وأتربات. ولا نعرف ما إذا ظل الموضع يحمل نفس الاسم. وحسب الرواية الشفوية فالقبيلة كانت تعمر الموضع لمجاور لأسول في حدود القرن السادس عشر.
وورد الشيخ أوصاف اليزدگي الذي ينحدر من قبيلة أيت موسى وعلي المشهور في القرن السادس عشر. ولا يزال حفدته بقرية إوصافن بواحة تيعلالين.
والغالب على الظن أن الحماية المذكورة حصلت قبل تأسيس فيدرالية أيت ياف المان، أي: قبل منتصف القرن السابع عشر. وللتذكير فإجراء تأسيس الفيدرالية المذكورة احتضنته زاوية سيدي أبي يعقوب.
لحسن ايت الفقيه

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire