نظمت جمعية القصبة للتنمية بمدينة ورزازات اللقاء الجهوي
الثالث للتراث المادي واللامادي تحت شعار: التراث المادي واللامادي ورهان التنمية،
يوم السبت 03 من شهر مارس من العام 2018. انتظم اللقاء في فقرتين كبيرتين: زيارة
ورش ترميم قصبة قصر تاوريرت وتهيئتها، في الفترة الصباحية، وتنظيم ندوة حول التراث
الثقافي بقصر المؤتمرات بمدينة ورزازات في الفترة المسائية. وحصل ريث التعليق على
العروض والمداخلات، أن عقب الأستاذ عمر مرابيط، بكلمة توجيهية مؤثرة نقتطف منها
هذا النزر. «مساء الخير شكرا السيد الرئيس تحية للحضور الكريم. لست بصدد الرد على
المداخلات، لسبب بسيط، أني لست مؤهلا للرد على هذه المداخلات، إذ هي تدخل في صميم
التخصص، وذات صلة بأناس من ذوي الدراية في التراث الثقافي. مداخلتي ذات ارتباط
بإحساس عميق، ربما هي ذاتية أكثر من كونها موضوعية، ذاتية أن كانت إحساسا. إني من
المحظوظين صباحه [صباح يوم السبت 03 من شهر مارس من العام 2018] أن شاركت في زيارة
ورش ترميم قصبة قصر تاوريرت وتهيئتها، ورأيت أمورا غريبة جدا، وقد أنشأت لدي
انفعالا غريبا، بمفهوم الفيلسوف اسبينوزا، الفيلسوف الذي تناول مفهوم الانفعال:
كيف يمكن لما شاهدناه صباحا أن وفق بين ما هو هندسي معماري، وبين استرجاع الروح
الحضارية والتاريخية والثقافية للمعلم واستعادتها إنه شيء غريب للغاية.... ولقد نشأت
ألمس أن الذين أشرفوا على الترميم ليسوا أناسا عاديين. إنهم انطلقوا إلى عملهم
بالروح الثقافية التي تحكمهم أكثر من غير ذلك. إن هذا الإحساس دفعني لأطرح سؤالا:
ماذا الذي جعل بعض المدن مدنا كوسموبوليسية [أي: المدن العالمية]؟ باريس: لما
أتحدث عن باريس أنها مدينة عالمية؟ لماذا نتحدث عن روما في إيطاليا؟ لماذا أضحت
روما مدينة عالمية؟ ما السبب في ذلك؟ لماذا نقول إن أثينا مدينة عالمية؟ وغير ذلك
كنحو الإسكندرية في القاهرة. لقد تولد لدي سؤال، لماذا لا تكون مدينة ورزازات
مدينة عالمية؟ أين يكمن إشكالها فمادامت باريس وروما وأثينا مدنا عالمية، بفعل
التراث الثقافي والمآثر التاريخية، فإني أعتقد أنه بإمكان ورزازات أن تندرج في هذا
السياق، أن تندرج ضمن المدن العالمية بفضل ما تتوافر عليه من مآثر تاريخية وعلى
رأسها قصبة تاوريرت. قصبة تاوريرت، وهنا أتذكر أحد الباحثين في هذا المجال: نحن
أمام هوية تاريخية. ما الذي يصنع الهوية؟ إنه الصراع والتناقضات والمفارقات. لما
نكون أمام هذه الأشياء نكون أمر خطر ما. هذا الخطر هو الذي يصنع التاريخ. لذلك
أعتقد أن ما رأيته هذا الصباح، واستمعت إليه هذا اليوم يفرض علينا جميعا، بمختلف
مكوناتنا السياسية والجمعوية والاقتصادية والثقافية أن نكون في مستوى هذا الإرث،
أن نكون في مستوى هذا التراث، أن نكون في مستوى هذا الذي نتوافر عليه، هذا الجمال
الغريب. إني أتساءل: كيف أنشيء حمام قصبة تاوريرت؟ إني لا أرى حماما، ولكني أرى
حضارة، أرى استرجاع التاريخ واسترجاع الروح، وهذا الذي شعرت به عندما تكلم السيد
بوصالح، لا عن التراث أنه تراث مادي ولكن تكلم عن روح التراث. وإني أبتغي أن
أنبهكم إلى تلك الروح، ولنعمل جميعا لأجل هذه الروح، طمعا في الحفاظ عليها. إن
مدينة ورزازات ملتقى الحضارات ومن يحمل هذا العمق التاريخي، وهذا الفهم العميق هو
الذي يجب ان يكون مسؤولا عن الحفاظ على التراث».
لحسن ايت الفقيه
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire